افتتحت أمس الإثنين بدبي فعاليات الدورة الثالثة والعشرين لملتقى السفر العربي، بمشاركة أزيد من 2800 عارض من مختلف أنحاء العالم، و64 جناحا وطنيا من بينها الرواق المغربي. ويشهد الملتقى الذي ينظم على مدى ثلاثة أيام إقامة 423 جناحا رئيسيا لشركات ومؤسسات وهيئات تمثل 86 دولة، بما يجعله أكبر حدث متخصص من نوعه في السفر والسياحة تستضيفه المنطقة. ويتوقع المنظمون أن تستقبل الدورة الحالية للملتقى، الذي يحتضنه مركز دبي الدولي للمؤتمرات والمعارض، أكثر من26 ألف زائر مهني ينتمون إلى نحو 150 دولة، فيما ينتظر أن يتجاوز إجمالي حجم الصفقات التي ستبرم خلال المعرض 2,75 مليار دولار بنمو تبلغ نسبته تسعة بالمائة مقارنة مع صفقات العام الماضي، وهو ما يمثل رقما قياسيا جديدا على صعيد دورات المعرض السابقة. وتركز الدورة الجديدة من "الملتقى" على سياحة السوق للفئات الاجتماعية الوسطى، في ظل تزايد أهمية هذه الفئات وتأثيرها المتصاعد في القطاع السياحي. وأبرزت ناديج نوبليت سيغر مديرة معرض ( سوق السفر العربي)، في تصريحات صحفية، بأن المنطقة تواجه تحديا ثلاثيا في جذب المسافرين لأغراض الترفيه أو الأعمال يتمثل في الخدمة والخبرة والقيمة، موضحة أنها تعد مفاتيح هامة لتطوير اقتصادات سياحية مستدامة في قطاع بات يشهد تنوعا متزايدا. وأشارت إلى أن هذا التحدي شكل المحفز لتركيز (ملتقى السفر العربي) هذا العام على سياحة الفئات الاجتماعية المتوسطة، وذلك في ظل سعي الوجهات السياحية في الشرق الأوسط لتنويع الأسواق السياحية المستقطبة، والعمل على جذب أعداد كبيرة من الزوار، وتعزيز ولاء السياح في بيئة سوق ذات تنافسية عالية. وأضافت، أن سياحة السوق الوسطى تعد أحد المجالات غير المتطورة بالشكل الكافي والتي تحمل في طياتها فرصا واسعة للنمو في المنطقة، يحركها الطلب السياحي من أسواق تشهد نموا للطبقة الوسطى مثل الصين، والهند وإفريقيا، وأيضا السياح الشباب والعائلات الصغيرة ذات الميزانيات المحدودة الذين يبحثون عن فرص سياحية جذابة بتكاليف مناسبة. ويتضمن برنامج أنشطة (ملتقى السفر العربي)، جدولا متنوعا وغنيا من البرامج والفعاليات المتنوعة، والعروض وأكثر من 50 جلسة حوارية متخصصة بمشاركة مجموعة من أبرز خبراء السفر والسياحة والمعنيين بالقطاع. ويتيح هذا اللقاء والعروض للمتخصصين والزوار ورجال الأعمال مجالات واسعة لتبادل الخبرات وبناء العلاقات، إلى جانب تسليط الضوء على أبرز المستجدات والنجاحات والإنجازات في قطاع السفر والسياحة على مدار الشهور الماضية. ويناقش المشاركون في هذا السياق، مواضيع من بينها "مستقبل دولة الإمارات كمركز سياحي عالمي"، و"استراتيجيات السوق الوسطى"، حيث سيتم بحث ماهية سائح السوق الوسطى والمناطق القادم منها واحتياجاته المختلفة. كما يناقش المشاركون في مختلف جلسات الملتقى قضايا ومواضيع مختلفة من بينها السياحة الراقية، والطيران، واتجاهات التكنولوجيا، وسياحة منتجعات المياه الصحية، وسياحة الأعمال، وسياحة المغامرات والسياحة الحلال، والسياحة المسؤولة. ويحضر المغرب في فعاليات الدورة الثالثة والعشرين لمعرض ومؤتمر سوق السفر العربي 2016، من خلال رواق هام أشرف عليه المكتب الوطني المغربي للسياحة، يضم ممثلين عن مختلف الفاعلين في النسيج السياحي الوطني، ويعكس الأهمية التي توليها المملكة للترويج للقطاع السياحي، ولاسيما بهدف تشجيع واستقطاب السياحة العائلية الخليجية والعربية نحو مختلف أنحاء المغرب ووجهاته السياحية. ويشكل الرواق، الذي أقيم على مساحة 156 مترا مربعا، ويعكس جمالية وأصالة المعمار المغربي وهندسته المتميزة، مناسبة للفاعلين السياحيين لإجراءات اتصالات ولقاءات مع مهنيي القطاع من مختلف بلدان العالم، إلى جانب التعريف بالمؤهلات الهامة والضخمة التي يتوفر عليها المغرب في المجال السياحي ولاسيما على مستوى البنيات التحتية وجودة الخدمات وغنى الموروث الحضاري وجمال المناظر الطبيعية. ويضم الوفد المغربي المشارك في هذه التظاهرة بالخصوص، لحسن الحداد وزير السياحة وعبد الرفيع زويتن المدير العام للمكتب الوطني المغربي للسياحة، إلى جانب عدد من المسؤولين والفاعلين في القطاع السياحي الذين يمثلون مؤسسات فندقية ومنتجعات سياحية ووكلاء ومنظمي الأسفار... ويشدد المهنيون المغاربة، على أن تركيز الدورة الحالية للملتقى على السياحة العائلية واستهداف الشرائح الاجتماعية المتوسطة، يتقاطع مع الرؤية التي وضعها المغرب، والأهداف التي يتوخى تحقيقها، مؤكدين على أن المملكة تراهن على تحقيق هذا المبتغى بفضل ما تتمتع به مناظر طبيعية ومناطق سياحية، وخدمات فندقية راقية، إلى جانب عوامل تنوع البعد الجغرافي والاستقرار السياسي والاجتماعي والغنى الثقافي والحضاري. وشدد لحسن الحداد في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن ملتقى السفر العربي 2016، يكتسي أهمية بالغة بالنسبة للمغرب لأنه يشكل بوابة على العالم العربي، ومدخلا لأسواق ذات قيمة مضافة عالية مثل السوقين السعودي والإماراتي. كما أبرز أن التواجد في الإمارات يكتسب أهميته من كونها بوابة لولوج أسواق جنوب شرق آسيا ولاسيما في ظل استقطابها لآلاف الرحلات الجوية التي تربط دبيوأبوظبي بمختلف الوجهات العالمية. وأكد وزير السياحة على الأهمية التي يوليها المغرب، لتعزيز استقطاب العائلات الخليجية، والعمل مع وكلاء ومنظمي الأسفار بالمنطقة من أجل استقطاب مزيد من السياح. ومن جانبه، أبرز عبد الرفيع زويتن، في تصريح مماثل، أهمية حضور المملكة في هذا الملتقى، وذلك في سياق العلاقات الاستثنائية التي تربط المغرب مع بلدان مجلس التعاون الخليجي، منوها في هذا السياق بالنجاح الباهر الذي حققته القمة الخليجية المغربية بحضور الملك محمد السادس. وبخصوص القطاع السياحي، شدد زويتن على الأهمية الكبيرة التي يوليها المغرب للسوق الخليجي، مشيرا في هذا الصدد إلى توفر المكتب الوطني المغربي للسياحة على مكتب إقليمي بأبوظبي يشكل أرضية للانفتاح على بلدان المنطقة. وأبرز في هذا السياق أن مساهمة المكتب في تنظيم الأسبوع الثقافي المغربي، في دجنبر الماضي بأبوظبي، على مدى ثلاثة أسابيع، كشف عن حجم الإعجاب الكبير بالثقافة والحضارة والموروث التراثي والإنساني المغربي، مما يتطلب العمل على استثمار هذا المعطى. وأكد المدير العام للمكتب الوطني المغربي للسياحة، على أهمية الاستفادة من الربط الجوي القوي والمكثف بين المغرب وأبرز الوجهات الخليجية (دبي، أبوظبي، الدوحة، الرياض، جدة...)، من أجل تعزيز الحضور الخليجي في القطاع السياحي الوطني. وأكد حرص المكتب على تعزيز التواصل والتفاهم مع مختلف شركات الطيران الخليجية من أجل إطلاق خطوط جوية جديدة، ولاسيما تلك التي تستهدف الوجهات السياحية الرئيسية للمملكة مثل مراكش وأكادير، فضلا عن الدارالبيضاء. توقع عبد الرفيع زويتن، تسجيل نمو قوي للسياحة العربية والخليجية نحو المغرب حيث "نراهن من خلال تطور الربط الجوي على الانتقال من نحو 200 ألف سائح من المنطقة إلى 500 ألف سائح بعد ثلاث سنوات". ومن جهة أخرى، تطرق المدير العام للمكتب الوطني المغربي للسياحة، إلى أهمية الاستثمارات الإماراتية في قطاع السياحة بالمغرب، مشيرا إلى أنها تحتل مراتب متقدمة في قائمة الدول المستثمرة في القطاع وغيره من القطاعات الأخرى.