«هذا عار هذا عار، اوليداتنا في خطر» و« المدارس هاهي، والموارد فين هي» شعارات صدحت بها الأصوات الكبيرة والصغيرة، على امتداد ساعات صباح أول أمس الأربعاء، أمام المدرسة الابتدائية اليتيمة بالمنطقة، وكان ضروريا تدخل السلطات المحلية،في شخص قائد الدائرة، الذي أبلغ المحتجين، رسالة شفوية من محمد مهيدية والي الجهة، يطمئن من خلالها الجميع بأن مشكل الخصاص المذكور، سيتم حله خلال أجل أقصاه 48 ساعة.نزل الوعد بردا وسلاما على قلوب الأمهات والآباء، ليقرروا فك الوقفة الاحتجاجية، على أساس تنظيم وقفة حاشدة يوم الثلاثاء المقبل، حال لم يتم الوفاء بالوعد المذكور. حسب المحتجين فإن هذه المنطقة، التي تعتبر مشتلا لاستنبات مئات الشقق الخاصة، بتعويض ساكنة الصفيح، بالإضافة إلى العديد من الدواوير العشوائية،التي نبتت كالفطر بهذا الفضاء الخلاء، ما انفكت تعاني خصاصا مهولا على مستوى الأطر التعليمية والتربوية، ومن ثمة لجوء الجهات المسؤولة على القطاع التعليمي إلى نهج سياسة «التدماق» للتغلب على الوضعية، عبر ابتداع تقنية «الضم»، أي ضم الفصول بعضها لبعض،ما سبب ويسبب في حالة اكتظاظ خانقة، بمجمل الفصول الدراسية، لتصبح معه العملية التعليمية في عداد المستحيلات.الخصاص هذه السنة، كما ورد على لسان بعض مؤطري الوقفة، يتحدد في 4 معلمين بالنسبة للمدرسة الابتدائية، و10 أساتدة بالإعدادية، فيما وصل الرقم بالنسبة للثانوية إلى سقف 8 أساتذة. عبد الواحد المزكلدي، نائب وزارة التربية الوطنية بمراكش، الذي اتصلت به الأحداث المغربية لاستجلاء رأيه في الموضوع، اعتبر أن الأرقام المقدمة فيما يخص حجم الخصاص مبالغ فيها، ولا تعكس الحجم الحقيقي للعملية، مع التأكيد على أن الأمر لا يعدو كونه مرتبطا بالحركة الانتقالية المحلية، التي انتهت أول أمس الأربعاء، وبالتالي فان الأساتدة والأطر التربوية التي تم إلحاقها بالمؤسسات التعليمية بالمنطقة، ستلتحلق بمقرات عملها بحر هذا الأسبوع، وفي حال ثبت وجود خصاص فإنه سيتم تكليف بعض الأساتدة ورجال التعليم الفائضين، لسد كل منافذ الخصاص المسجل بالمؤسسات بالمنطقة. مدينة مراكش، لم تشكل الاستثناء في ملف الخصاص في الأساتذة، إذ خرج العديد من تلميذات وتلاميذ الثانوية الإعدادية بني عبد الله بالحسيمة، مطلع الأسبوع الجاري في تظاهرة احتجاجية انطلقت من المؤسسة المذكورة باتجاه مركز الجماعة، وذلك بعد أن قاطعوا الدراسة وقرروا السير على الطريق الوطنية رقم 2، حيث نفذوا اعتصاما جزئيا أمام مقر مركز الجماعة القروية، قبل أن يعودوا مجددا إلى الاعتصام بالإعدادية. وحسب مصادر الجريدة، فإن احتجاج تلاميذ المؤسسة جاء في إطار المطالبة بسد الخصاص وتوفير أساتذة لبعض المواد التي لم تنطلق بها الدراسة، وحل مشكل الإطعام المدرسي للتلاميذ البعيدين من المؤسسة، والذين يتميز وضعهم الاجتماعي بالفقر والضعف. النقص ذاته، سجل هذا الموسم الدراسي، في ثانوية البحيرة بجماعة إيترز بميدلت. فبعد سلسلة المواسم الدراسية المميزة، التي اتسمت بتحقيق تلاميذ ثانوية هذه المؤسسة التعليمية لنتائج جد مشرفة، تمثلت في احتلال المرتبة الثالثة فيما يخص نتائج الباكالوريا على صعيد جهة مكناس تافيلالت، فوجئ التلاميذ بإيتزر، بالنقص الحاد في عدد الأساتذة الذين يدرسون بثانوية البحيرة، حيث ما زال مئات التلاميذ بدون أساتذة «الرياضيات، اللغة العربية، اللغة الإنجليزية والتربية البدنية. هي المواد التي تشكل الخصاص». يشرح أحد الأساتذة، ثم يضيف «مر أكثر من شهر على الإنطلاق الفعلي للموسم الدراسي، الذي يبدو أنه ما زال يراوح مكانه بثانوية البحيرة، نتيجة تماطل الجهات المعنية بتدبير الموارد البشرية بنيابة ميدلت وباقي نيابات جهة مكناس تافيلالت». مشكل الخصاص في الأطر التعليمية بالمؤسسة، سبق لتلاميذ الثانوية أن خاضوا في شأنه عدة إضرابات في الموسم الدراسي الماضي، بهدف توفير العدد الكافي من الأساتذة بالثانوية، «فتم اعتماد سياسة الحلول الترقعية التي لم تزد المشكل إلا تفاقما. كما أن المكتب المحلي للجامعة الوطنية للتعليم سبق له وأن عقد لقاء مع النائب في الموسم الدراسي المنصرم، توج بمحضر مشترك يتضمن سد الخصاص في الأطر التعليمية بجماعة إيتزر». بحسب مصدر نقابي. أما في آزرو، فقد دفع الإضراب المفتوح لأساتذة الثانوية التأهيلية طارق بن زياد بأزرو, منذ رابع أكتوبر الجاري, آباء و أولياء التلاميذ، للخروج عن صمتهم و التعبير عن قلقهم من التلاعب بمستقبل فلذات أكبادهم باعتبارهم المتضرر الأول من هذا الإضراب.