أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون السيد صلاح الدين مزوار، اليوم الجمعة في بكين، إرادة المغرب في "تطوير شراكة مع الصين تعود بالنفع على البلدين" في كافة المجالات. وقال السيد مزوار، في افتتاح أشغال منتدى الأعمال المغربي الصيني المنعقد تحت شعار "آفاق واعدة للشراكة الاستراتيجية المتميزة" أن "المغرب يرغب في تطوير شراكة قوية ومستدامة مع الصين تعود بالنفع على البلدين". وأكد أن هذه الشراكة ترتكز على وشائج الصداقة والتضامن القائمة بين البلدين منذ عقود، مجددا دعم المغرب للمصالح الاستراتيجية للصين ولوحدتها الترابية والوطنية ولمبدأ صين واحدة. وأضاف السيد مزوار أن هذه الشراكة ترتكز أيضا على التقارب الثقافي بين حضارتين عريقتين، مذكرا بأن الرحالة المغربي ابن بطوطة فتح الطريق وأثبت أن المسافة لم تشكل عائقا أبدا. واعتبر أن هذه الشراكة تستمد قوتها أيضا من التطور الهام للعلاقات الاقتصادية خلال العقود الأخيرة، مذكرا بأن الصين أضحت ثالث بلد مصدر للمغرب عام 2013. وأكد أن المملكة المغربية جعلت من تنويع شراكاتها محورا لعلاقاتها مع شركائها التقليديين ، وانفتاحا على فضاءات جديدة. وأضاف وزير الشؤون الخارجية والتعاون أن هذه المقاربة "تترجم طموح القطاع الخاص المغربي لنسج شراكات رابح- رابح مع أبرز الفاعلين الاقتصاديين العالميين". ودعا في هذا السياق إلى إقامة شراكة تستجيب لتطلعات قائدي البلدين ، صاحب الجلالة الملك محمد السادس والرئيس شي جين بينغ، مؤكدا أنه " لا يمكن للشراكة التي أرادها قائدا البلدين أن تحقق أهدافها كاملة من دون البعد الاقتصادي". وقال إن هذه الشراكة الاقتصادية الجديدة بين المغرب والصين تعكس الرغبة في تنويع وتحقيق التوازن في المبادلات بين البلدين، من خلال تطوير التعاون بين المجموعات الصينية الكبرى ونظيراتها المغربية ، عبر تقوية الصادرات نحو الصين. وذكر أن هذه الاستراتيجية تهدف أيضا إلى تعزيز الاستثمارات الصينية بالمغرب، عبر إحداث أسس الانتاج خارج الصين، وتطوير مشاريع للاستثمارات الصينية بالمغرب وكذا المناولة المغربية الصينية في عدة قطاعات بالمملكة. كما ستمكن من فتح آفاق جديدة للتعاون في قطاعات عديدة وتطوير مشاريع في البنيات التحتية والنقل بالمغرب مع مجموعات صينية، مما "سيتيح للمملكة التموقع كبوابة نحو إفريقيا" بالنسبة للمنعشين الصينيين. وبخصوص القطاعات المستهدفة من هذه الشراكة ، ذكر السيد مزوار كنموذج، الفلاحة والبنيات التحتية والنقل والصناعة واللوجيستيك، والبنوك والمالية والمعادن والطاقات المتجددة، والسياحة، مبرزا أن التوقيع على نحو ثلاثين اتفاقية يسير في هذا السياق. وذكر بأن جلالة الملك حرص على أن يتم تنظيم هذا المنتدى رغم تأجيل زيارة جلالته للصين، "لأسباب صحية". وقال إن هذا المنتدى يعكس الاهتمام الذي يوليه صاحب الجلالة للإنخراط القوي للقطاع الخاص في الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، مجددا التعبير عن امتنانه للسلطات الصينية على تفهمها للأسباب التي كانت وراء هذا التأجيل، ومتمنياتها بالشفاء العاجل لجلالة الملك. وأكد أن حضور ثمانية وزراء مغاربة والعديد من مسؤولي المقاولات العمومية وخاصة العشرات من رجال ونساء الأعمال يترجم الإنخراط الجاد للمغرب في إقامة شراكة شاملة ومتعددة الأبعاد مع الصين.