ساكنة أولاد عيسى الصخيرة بإقليم الرحامنة ترفض نهب أراضيها

يبدو أن شهية الانتهازيين قد فتحت للاستيلاء على أراض لم يكن أحد يفكر فيها إلى وقت قريب، فبعد استنفاذ العقارات بالمدن ومحيطها، تسارعت وثيرة الاستيلاء على أراضي الساكنة القروية في إطار مافيات لم يعد نشاطها يستثن أي شبر من الأراضي أينما كانت بمختلف مناطق المغرب بتواطؤ مفضوح مع السلطات التي تعمل على تسهيل مأمورية الشبكات التي تستهدف هذه الأراضي.
محاولات الاستيلاء امتدت هذه المرة إلى الأراضي السلالية لأولاد عيسى الصخيرة، جماعة "حد الجعافرة" ،قيادة أولاد اتميم، بإقليم الرحامنة، حيث تشتد مقاومة الساكنة لهذه المحاولات التي تستهدف حوالي 370 هكتارا.
محاولات متكررة للاستيلاء على أراضي الساكنة
خلال الشهور الأخيرة، تفاجأت ساكنة المنطقة البالغ عددها حوالي 2500 نسمة تنتمي ل 300 أسرة ، بترويج السلطات المحلية لرواية تفيد أن مشروعا ملكيا سيقام على أراضيهم والذي سيدفع بعجلة التنمية بالمنطقة إلى الأمام، لتتقاطر بعد ذلك وفود على تلك الأراضي التي يستغل جلها في الحرث وجزء منها مخصص للرعي، لكن الرواية تغيرت عندما أخبرهم شخص بأنه مستثمر قادم لاقتناء الأراضي لإقامة مشروع فلاحي ، وهو ماتصدت له الساكنة لينسحب المستثمر في هدوء ، لتتواصل المحاولات المتكررة للسطو على أراضيهم بطرق احتيالية بدعوى إقامة مشروع إستثماري غامض.
وقفات واحتجاجات
يواصل السكان تصديهم لكل محاولات نزع أراضيهم التي ضلوا يستغلونها أبا عن جد وتشكل مصدر عيشهم، حيث نفذوا مجموعة من الوقفات الاحتجاجية أمام عمالة الإقليم والمحكمة وانتظموا للدفاع عن أراضيهم بتوجيه شكايات لمختلف الجهات ، كما وقعوا عرائض توصلت الجريدة بنسخ منها يؤكدون من خلالها العرائض أحقية إنتفاعهم بهذه الأراضي ، التي تبقى مصدر رزقهم الوحيد، لإنعدام فرص الشغل في المنطقة،بعد أن تم طرد جل العاملين من سكان دوارهم بالمقلع المقام فوق أرضهم، مستنكرين بشدة مايقوم به القائد وأعوانه بالدوار لإقحام أعلى سلطة في البلاد لتبرير نهب أراضيهم . كما ذكروا بأن نائب أراضي الجموع لدوار أولاد عيسى أهل الصخيرة “الحاج عبد الرحمان الهوتة” توفى منذ أكثر من سنتين ،وأن المسمى عبد الرحمان العلاوي لاتربطه أي علاقة بالجماعة السلالية لأولاد عيسى، وليس له صفة نائب أراضي الجموع عن الدوار، وليس له الحق في التوقيع بتفويتها. وطالبوا الجهات المسؤولة إقليميا ووطنيا بفتح تحقيق حول ملابسات نهب أراضي ساكنة أولاد عيسى أهل الصخيرة ، معتبرين الترامي على أراضيهم نهبا وإعتداء على حقوقهم سيتصدون له بكل الوسائل المشروعة.
تهديدات ومتابعات
أمام صمود الساكنة واجماعهم على الوقوف في وجه كل المحاولات، أفاد السكان أن قائد دائرة أولاد تميم وأعوان السلطة بالدوار ضلوا يعملون على ترهيبهم وتهديدهم بالاعتقال والسجن بمختلف الوسائل، وهو ما استنكروه في مراسلة وجهوها إلى وزير الداخلية اتهموا من خلالها انتصاب القائد وأعوانه طرفا في الصراع ، حيث وصل بهم الأمر إلى حد تجريدهم من صفة ذوي الحقوق حينما أطلعهم القائد خلال لقاء معه على لائحة تضم فقط أبناء وعائلة مقدم الدوار، بل أقدم القائد وأعوانه، حسب الشكاية، على ترهيبهم وتخويفهم وسب نسائهم. والأذهى من هذا كله أنه في الوقت الذي كان المتضررون ينتظرون فيه لقاء مع عامل الإقليم كما وعدوا بذلك، يتفاجؤون باستدعاء ستة منهم أمام وكيل الملك واتهامهم بالترامي على ملك الغير وعرقلة عمل شركة، حيث تم تحديد يوم ثالث دجنبر تاريخا للجلسة الأولى للمحاكمة.