بقوام رفيع وكعب عال، وعلى إيقاع موسيقى الفنان العالمي «ياني»، تقدمت عارضات شابات على خشبة العرض بأحد الفنادق الفخمة بأكادير لتقديم ما أبدعته وابتكرته أنامل نساء الجهة من أزياء تقليدية و«قصات» أخرجتهن من النسيان الذي كاد يكون قدرهن. مصممات «سوسيات» و26 عارضة أزياء من أكادير ونواحيها ومدن أخرى كالقنيطرة وآسفي والدار البيضاء… تألقن ليلة السبت وعرضن آخر موضة من القفطان المغربي، والمفاجأة أن 14 عارضة بولونية بقاماتهن الطويلة وأجسادهن النحيلة ميزن الحفل وارتدين القفطان، «الشدة» الشمالية و«التكشيطة» المغربية بافتخار، على إيقاع كشكول من المقاطع الموسيقية الغربية والأمازيغية وتصفيقات الحضور. «الحفل أخرج المصممات من بؤرة من النسيان والتهميش. لم نحظ من قبل بفرصة لعرض ابتكاراتنا» بتأثر بالغ تصرح مليكة إحدى المصممات التقليديات السوسيات. ولم يستثن الأطفال من العروض، فقد كان لهم نصيب صبيحة الأحد بعرض آخر صيحات الموضة في عالم الصغار. «أكادير تثمن القفطان المحلي» عنوان التظاهرة التي تهدف إلى تشجيع المواهب في مجال تصميم الأزياء والمصممين الموهوبين غير المعروفين، بتصميم الأزياء الراقية والقفطان التقليدي وتنشيط الجهة سياحيا واجتماعيا. نظمتها جمعية «مغرب أطلنتيك فاشيون» السبت والأحد 1 و2 أكتوبر الجاري، في إطار جولة وطنية لعروض الأزياء تعد الثالثة من نوعها، يشرف الكاميروني جون كلود ماري كمعد ومنسق تقني وفني عليها، إلى جانب خديجة الفاع رئيسة جمعية مغرب «أطلنتيك فاشيون»، بمبادرة من عبد الله تيدرارين، المدير المؤسس لمؤسسة أكادير ميديا التي تصدر جريدتي الانبعاث و لا ديپيچهي دو سود، حيث ستمكن الجولة الوطنية المصممين والمصممات وعارضات الأزياء من الاندماج وتحسين معارفهم وخبراتهم، والتواصل بين مبدعي الجهة والتواصل مع الجمهور من مغاربة وأجانب، بل واكتشاف المواهب خاصة العارضات الهاويات. ويهدف عبد الله تيدرارين والمشاركين في التظاهرة إلى إيصال القفطان المغربي والتعريف به داخل دول إفريقيا. رحلة أكادير مكنت من تسليط الضوء على إمكانيات نساء تفاوتت أعمارهن، وحصلن على شواهد تقديرية اعترافا بمجهوداتهن وإبداعاتهن. ستستمر جولة عروض الأزياء بجهات المغرب إلى غاية 31 يوليوز من السنة المقبلة، لاكتشاف المواهب المغمورة أو الإبداعات في باقي جهات المملكة، لتشجيع المصممين والصناع والعارضات في مجال صناعة وترويج القفطان على الابتكار، رغم شروط العمل الصعبة.