انطلقت، اليوم الاثنين بوجدة، أشغال اللقاء الوطني الثاني حول مناهضة العنف بالوسط المدرسي، والذي يندرج في إطار شراكة بين وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني ومنظمة الأممالمتحدة للطفولة (اليونيسيف). ويشارك في هذا اللقاء ممثلون عن قطاعات حكومية (وزارات العدل والحريات، الصحة، التضامن والمرأة والأسرة والتنمية الاجتماعية)، بالإضافة إلى الأمن الوطني والدرك الملكي، والمرصد الوطني لحقوق الطفل، والجمعيات العاملة في مجال العنف بالوسط المدرسي، وكذا ممثلو منظمة اليونيسيف. وتركز هذه الورشة، التي تحتضنها الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين للجهة الشرقية، على مدى ثلاثة أيام، على تفعيل مجموعة من التوصيات الخاصة ببعض الوثائق التنظيمية، ومصوغات التكوين الخاصة بخلايا الاستماع والوساطة، وتحديد الدليل المرجعي للمصطلحات الخاصة بالعنف بالوسط المدرسي، بالإضافة إلى المصادقة على مخطط العمل الذي يسوغه المشاركون في اللقاء. وتشكل هذه الورشة، التي تأتي استكمالا للقاء الوطني الذي نظم في أكتوبر 2013، محطة ثانية لتعميق التواصل بين الفاعلين للتوافق حول الكثير من الإجراءات التدبيرية الخاصة بظاهرة العنف بالوسط المدرسي. وأكد مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين للجهة الشرقية، السيد محمد ديب، في كلمة افتتاحية، أن هذه الورشة تندرج في إطار الرغبة في تثمين ما تم تحقيقه في اللقاء الوطني الأول المنظم بالجهة، واستثمار وترصيد ما تمخض عنه من آراء وتوصيات، وكذا ما تم التعبير عنه من مواقف وما تم الالتزام به من مسؤوليات. وذكر في هذا الصدد بما تم القيام به في إطار مقاربة ظاهرة العنف على مستوى الجهة خاصة من خلال تشكيل خلية للحياة المدرسية مهمتها معاينة صيغ وأشكال تفعيل مكونات الحياة المدرسية، والحرص على تعميم الأنشطة المتعلقة بتفاعل المتعلمين مع المؤسسة وأطرها، بالإضافة إلى مطالبة كل المؤسسات بوضع مخطط عمل خاص بمجموعة من المحاور المرتبطة بمختلف جوانب الحياة المدرسية. وأضاف أنه تم أيضا حث المؤسسات التعليمية على استكمال كل الهياكل واللجان الوظيفية داخلها وذلك بهدف المساهمة في التدبير الإداري والتربوي لشؤون هذه المؤسسات، واستثمار مختلف المحطات الثقافية والفنية للتحسيس بالمعضلة، وكذا الاشتغال والتنسيق الدائم مع الخلية الجهوية للتكفل بالنساء والأطفال ضحايا العنف وجمعيات وازنة من المجتمع المدني. كما يتم في هذا الصدد، يضيف مدير الأكاديمية، الإعداد مع منظمة اليونيسف لإطلاق دراسة حول تمثلات الأطفال لمفهوم العنف بالوسط المدرسي وطبيعة تجلياته، إلى جانب إطلاق المبادرة الجهوية "من التلميذ إلى التلميذ" التي تجعل العنف المدرسي مادة لمجموعة من العمليات التلاميذية النابذة له. يذكر أن استضافة الأكاديمية للقاء الوطني لمناهضة العنف بالوسط المدرسي خلال الموسم الماضي، يأتي بناء على التجربة المتميزة لها في تدبير هذا الملف، وطبيعة مقاربتها لظاهرة العنف، وكذا في سياق الحضور المكثف لمجموعة من الأطراف الفاعلة في هذا المجال خاصة الأمن الوطني، والخلية الجهوية للتكفل بالأطفال والنساء ضحايا العنف، وجمعيات المجتمع المدني العاملة في المجال ذاته.