الحسيمة-تاونات بمدينة الحسيمة، أشغال الورشة الوطنية حول "التربية على الطوارئ للحماية والوقاية من المخاطر". ويشارك في هذه الورشة الوطنية، التي تنظم على مدى يومين، إلى جانب الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة تازة-الحسيمة-تاونات، المكتب الوطني لمنظمة اليونسيف بالمغرب ومديرية الحياة المدرسية (منسق المشروع) والمنسقين الجهويين لبرنامج التعاون مع اليونسيف بالأكاديميات الجهوية (طنجة تطوان، فاس بولمان، الجهة الشرقية، مراكش تانسيفت الحوز، سوس ماسة درعة) والمصالح الجهوية ذات الصلة بمجال الطوارئ. وفي هذا السياق، قال مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لحسن بوسباع، في كلمة افتتاحية، إن هذا اللقاء ينظم لوضع اللمسات الأخيرة على وضعيات الطوارئ للحماية والوقاية من المخاطر قبل تعميمها وتداولها في المؤسسات التربوية خدمة للناشئة والمجتمع، وذلك بعد استكمال مرحلة تهييء دلائل التربية على الطوارئ. وبهذه المناسبة، استحضر بوسباع الجهود الخيرة والنبيلة التي قام بها كل المتدخلين عبر تاريخ الطوارئ بالبلاد بدء من زلزال أكادير، مرورا بفيضانات الغرب والجنوب وصولا إلى زلزال الحسيمة سنة 2004، مشيرا إلى أن وزارة التربية الوطنية وجدت نفسها أمام تحد ينشد جعل التربية قاطرة لضمان الوقاية والحماية من المخاطر فكان قرار إحداث المشروع الخاص بدعم الصحة المدرسية والأمن الإنساني ضمن البرنامج الإستعجالي 2009-2012. وأوضح أن هذا المشروع هو الجواب العلمي لتراكم التجارب المتلاحقة بين الأكاديميات ونيابات وزارة التربية الوطنية، بالإضافة إلى ما تم تجميعه من تدابير داخله لتكون منظومة متكاملة لتعزيز قدرات المجتمع المدرسي في دعم الصحة المدرسية والأمن الإنساني داخل المؤسسات التعليمية وخارجها. من جهته، استحضر والي الجهة عامل إقليمالحسيمة محمد الحافي السياق العام الذي تشتغل فيه هذه الورشة الوطنية والذي يتميز بأجرأة البرنامج الاستعجالي وتفعيل مضامينه خصوصا تلك المتعلقة بالسلامة والأمن داخل المؤسسات التعليمية، وكذا تنامي الحاجة إلى التربية على حالات الطوارئ خاصة وأن السنوات الأخيرة اتسمت بتزايد خطر الكوارث الطبيعية كالزلازل والفيضانات والحرائق وانجراف التربة. وأشار الوالي إلى أن إقليمالحسيمة يتواجد في منطقة تصنف ضمن المناطق النشيطة زلزاليا الشيء الذي يتطلب من الجميع العمل على إرساء إستراتيجية فعالة للتدخل في حالة الطوارئ للحد من المخاطر بالوسط المدرسي واعتماد خطط محكمة حول كيفية تقديم الإسعافات الأولية والدعم النفسي والاجتماعي للتلاميذ أثناء وقوع الكوارث. وأكد، بهذه المناسبة، على ضرورة أهمية التنسيق وفضائل التعاون بين مختلف القطاعات والمتدخلين من أجل توزيع الأدوار والتكامل بين البرامج الحكومية والمبادرات غير الحكومية وترسيخ ثقافة التضامن والتطوع في المجتمع تكريسا لروح المواطنة الحقة والمسؤولة للتخفيف من آثار الكوارث لصون السلامة الجسدية والنفسية للأجيال الناشئة. وأشار إلى أن إقليمالحسيمة سيتوفر في الأسابيع القادمة ولأول مرة بالمغرب وإفريقيا على خريطة الملائمة والتي ستمكن من معرفة أهم المناطق الزلزالية ومناطق الفيضانات، وكذا أهم المناطق التي تعرف انجراف التربة بالإقليم، وذلك بطرق علمية متطورة. من جانبه، أوضح الحسين أزدال المنسق الجهوي لبرنامج التعاون مع منظمة اليونيسيف بالمغرب أن هذه الورشة الوطنية تندرج في إطار برنامج التعاون مع المنظمة الذي يتضمن مجموعة من المحاور من بينها الاهتمام بالتربية على الطوارئ والحماية والوقاية من المخاطر. وأشار إلى أن إقليمالحسيمة يعتبر من بين المناطق التي انطلق منها الاهتمام بهذا المجال لاسيما البحث عن مجموعة من الأنشطة التي يمكن أن تساعد الأساتذة والتلاميذ على تملك مجموعة من المهارات والقدرات التي تساعدهم على تجاوز الأزمة عند وقوعها. وأكد على ضرورة التركيز على التربية على الطوارئ بمداخلها العلمية ومجموعة من الأنشطة التطبيقية المناسبة لها مع التفريق بين الطارئ والخطر وإشعاع مجموعة من المعارف ذات البعد العلمي التي تحدد المصطلحات بشكل دقيق وتوضح أيضا جوانب التدخل سواء قبل الأزمة أو أثناءها أو بعدها بتعاون ما بين الأساتذة وما بين التلاميذ داخل الوسط المدرسي.