يشكل مشروع تهيئة أربعة فضاءات عمومية على طول كورنيش دار بوعزة، آلية ملائمة لتعزيز التأهيل الحضري لجهة الدر البيضاء الكبرى، وتدعيم بنياتها التحتية مواكبة للنمو الديمغرافي الذي تشهده، وبالتالي الإسهام في تحسين إطار عيش ساكنتها. ويأتي هذا المشروع الذي يندرج في إطار برنامج تغطية أولويات جهة الدارالبيضاء الكبرى 2014 -2015 ، ليعزز مجموع المشاريع المهيكلة التي تهم مختلف القطاعات الحيوية التي يجري تنفيذها بحاضرة الدارالبيضاء على نطاق واسع تدعيما لجاذبيتها التنموية والسوسيو اقتصادية . ويعكس إطلاق صاحب الجلالة الملك محمد السادس ، نصره الله ،اليوم الإثنين لهذا المشروع، حرص جلالته الراسخ على تمكين مختلف مدن المملكة من بنية تحتية متينة ومشهد حضري متناغم وجذاب، بما يمكن من مواكبة التنمية الاقتصادية والاجتماعية التي تشهدها المملكة في العديد من المجالات. كما يندرج هذا المشروع الطموح، الذي سيسهم في تحقيق تنمية سوسيو- اقتصادية مستدامة ومنسجمة بالمنطقة المستهدفة ، في إطار تفعيل التوجيهات الملكية السامية الرامية إلى النهوض بالنسيج الحضري لمختلف مدن المملكة، وذلك وفق رؤية متناغمة ومتوازنة تمكن من تعزيز جاذبيتها على مختلف الأصعدة. ويروم هذا المشروع الواعد ايضا، تكريس موقع مدينة الدارالبيضاء، التي تشهد نموا عمرانيا واقتصاديا متسارعا، كمجال تنافسي وجاذب للاستثمارات، ودعم تنميتها الترابية المستديمة وتقوية نسيجها الحضري وبالتالي بعث دينامية جديدة في القاعدة السوسيو-اقتصادية للمنطقة وتحسين إطار عيش ساكنتها والحفاظ على منظومتها البيئية. وستوفر هذه الفضاءات الأربع لساكنة المنطقة المستهدفة منشآت عصرية وترفيهية ملائمة كفيلة باستقطاب الزوار والشغوفين بالنزهة والاستجمام والاستمتاع بأوقات مريحة على واجهة الساحل البحري وممارسة أنشطة رياضية متنوعة. ويمثل هذا المشروع الهام أحد مكونات برنامج تغطية أولويات جهة الدارالبيضاء الكبرى (2014- 2015)، الذي يتمحور حول ست محاور رئيسية، هي تأهيل الطرق وإحداث مساحات خضراء وأخرى للترفيه، وتعزيز السلامة الطرقية، وتجديد حظيرة الحافلات، وتقوية شبكات الماء الشروب والكهرباء، والتطهير السائل، والإنارة العمومية، وإعادة هيكلة الأحياء ناقصة التجهيز، وتحسين نظافة المدينة. وتعكس المشاريع البنيوية الهامة التي يتضمنها هذا البرنامج، العزم الوطيد للمملكة على الارتقاء بمدينة الدارالبيضاء إلى مصاف الحواضر العالمية الكبرى وجعلها قبلة لكبريات شركات الاستثمار العالمية، وتعزيز موقعها كوجهة اقتصادية متميزة، إضافة إلى انخراطها في دينامية فعالة تتمحور حول النمو المستدام. كما تتوخى المشاريع الكبرى المهيكلة التي يتضمنها هذا المخطط التنموي، تغطية الحاجيات الأساسية الاجتماعية والثقافية لساكنة الجهة وتوفير الحلول الملائمة لقضايا الشغل ومحاربة الفقر والهشاشة والإقصاء الاجتماعي وتحسين المؤشرات السوسيو اجتماعية والتربوية، مع استغلال التراكم الثقافي والحضاري والطابع المعماري الغني والعريق لخدمة التنمية الحضرية وتعزيز البعد السياحي للمدينة. ويتناغم هذا البرنامج الطموح، مع الإرادة الراسخة للدولة لجعل الفضاء الجهوي في مجمله الاطار الانسب لتفعيل الاستراتيجيات التنموية، في اطار منظومة متجددة تحتل فيها الجهة مكانة مركزية تؤهلها للقيام بوظائفها الاساسية الانية والمستقبلية على نحو أمثل. ومن شأن هذا المخطط التنموي أيضا، أن يوفر فرص نمو حقيقية وواعدة للجهة ويدعم الأسس البنيوية لانخراطها بشكل أفضل وواع في النسق الراهن للتنمية المحلية وتحسين جاذبيتها وأدائها الاقتصادي، وتثمين مؤهلاتها الاقتصادية الواعدة.