تعززت البنيات التحتية والتجهيزات الأساسية للعاصمة الاقتصادية للمملكة، بمشروع مهيكل جديد يتمثل في برنامج تأهيل المحاور الطرقية لقطب "الرحمة- دار بوعزة- أولاد عزوز"، الذي أعطى انطلاقته صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، اليوم الاثنين بالدارالبيضاء، والرامي إلى مواكبة النمو الديموغرافي والحضري الذي تشهده جهة الدارالبيضاء الكبرى وتحسين إطار عيش ساكنتها. وهكذا فإن برنامج تأهيل المحاور الطرقية لقطب "الرحمة- دار بوعزة- أولاد عزوز"، يشكل بالفعل آلية ملائمة لتعزيز التأهيل الحضري والبنيات التحتية بالمنطقة ومواكبة النمو الديمغرافي الذي تشهده الجهة ، وبالتالي الإسهام في توفير تجهيزات أساسية ذات مواصفات عصرية لفائدة ساكنة المنطقة. ويعكس إطلاق جلالة الملك لهذا البرنامج، حرص جلالته الراسخ على تمكين مختلف مدن المملكة من بنيات تحتية متينة ومشهد حضري متناغم وجذاب، بما يمكن من مواكبة التنمية الاقتصادية والاجتماعية التي تشهدها البلاد في العديد من المجالات. كما يجسد هذا البرنامج الجديد، الذي يعد جزءا من المخطط المندمج لتنمية جهة الدارالبيضاء الكبرى (2015- 2020)، عزم جلالة الملك الوطيد على الوقوف عن قرب على مسلسل التأهيل الحضري لمدينة الدارالبيضاء وجهتها، والرامي إلى تزويدها ببنيات تحتية عصرية وتجهيزات أساسية تليق بمكانتها كعاصمة اقتصادية ومالية للمملكة. ويشكل هذا البرنامج الطموح، أيضا ، والذي سيمكن قطب الرحمة- دار بوعزة- أولاد عزوز من التوفر على "منظومة حضرية مندمجة"، تجسيدا بليغا للشراكة بين القطاعين العام والخاص، على اعتبار أنه سينجز من طرف مجموعة النفع الاقتصادي "الرحمة"، التي تتألف من المنعشين العقاريين الرئيسيين العاملين بالمنطقة المستهدفة، علما بأن هذه الشراكة تعد أول تجربة من نوعها على الصعيد الوطني في مجال تنفيذ مشاريع بنيوية من هذا القبيل. وتهم هذه المشاريع المهيكلة الجديدة، إنجاز بنيات تحتية هامة على مستوى جماعتي دار بوعزة وأولاد عزوز التابعتين لإقليم النواصر، وذلك بهدف تحسين ظروف التنقل بين المدينةالجديدة "الرحمة" ودار بوعزة وأولاد عزوز، وتدبير النمو الحضري المتسارع بهذه المنطقة، وتعزيز جاذبية وإشعاع هذه المراكز الحضرية. ويندرج هذا البرنامج، الذي سيسهم في تحقيق تنمية محلية سوسيو- اقتصادية مستدامة ومنسجمة والنهوض بالسلامة الطرقية، في إطار تفعيل التوجيهات الملكية السامية الرامية إلى النهوض بالنسيج الحضري لمختلف مدن المملكة، وذلك وفق رؤية متناغمة ومتوازنة تمكن من تعزيز جاذبيتها على مختلف الأصعدة. كما سيمكن البرنامج من تأهيل المدارات الطرقية لقطب الرحمة- دار بوعزة- أولاد عزوز، من خلال توسيع عدة محاور طرقية اقليمية ووطنية وجهوية، بما سيتيح تسهيل حركة المرور والتنقلات الحضرية (السير والجولان، ونقل البضائع والمسافرين)، إلى جانب إحداث مدارات طرقية جديدة وتعزيز شبكة الإنارة العمومية. ويتوخى هذا البرنامج، كذلك تحقيق أهداف استراتيجية تروم جعل جهة الدارالبيضاء ومراكزها منطقة جاذبة للعيش وتكريس موقعها كمجال تنافسي وجذاب للاستثمارات، وذلك من خلال، على الخصوص، دعم التنمية الترابية المستديمة القروية والحضرية، وتقوية التنافسية الجهوية وإنعاش التراب وإطلاق مناطق جديدة للأنشطة، وكذا دعم بعض المشاريع الصناعية والقطاعية ذات الوقع الكبير على الساكنة المحلية. كما يسعى هذا البرنامج التأهيلي، إلى رفع التحديات الحضرية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية المطروحة على التجمعات المستهدفة والمساهمة بالتالي في بعث دينامية جديدة في القاعدة السوسيو-اقتصادية للمنطقة وجهتها ودعم تموقعها وتحسين إطار عيش ساكنتها. وستتيح هذه البنيات التحتية الجديدة، أيضا مواكبة التطور العمراني السريع الذي تشهده المنطقة وبالتالي خلق قطب حضري مندمج يضم أنسجة عمرانية منسجمة تساير تطور الأقطاب الحضرية المجاورة، مثل الحي الحسني وأنفا، وتساهم في تحسين المجال الحضري وتدبير الضغط العمراني المتزايد.