تغير العالم بظهور موازين قوى جديدة و أصبح الاستقرار فردوسا مفقودا وسط فوضى عارمة قد تكون منظمة و ممنهجة ..تحول العالم إلى بركة دم ومقبرة لكل من يقول برأي مخالف لمن يحمل الكلاشينكوف !!ظهر أناس جدد بلحي طويلة وأقسموا أنهم وحدهم من يفهمون الإسلام فأعطوه تعريفا جديدا لم يسبقهم إليه لا عمر ولا علي "أسلم تسلم و إن لم تسلم فرأس مقطوعة"..يسمون أنفسهم "داعش"،دولة الخلافة الإسلامية بالعراق والشام التي يتزعمها أمير المؤمنين ،البغدادي،صاحب الساعة الجميلة والثمينة !! اتحد العالم كما لم يتحد من قبل ،ورفع العرب أسلحتهم كما لم يرفعوها من قبل، انطلقت حملات لضرب مواقع داعش من طرف 40 دولة مسلمة وكافرة..وللمسلمين في ذلك مبررهم من الحديث النبوي فيما معناه أنه يجوز للمسلم أن يتحالف مع الكافر لضرب المسلم الظالم..وداعش ظالمة..وهل داعش مسلمة؟؟!من هم الداعشيون؟؟ أخبرني صديقي الكتامي ،الذي خلص للتو من سيجارته الملفوفة،أن "داعش هي بقايا حزب البعث العراقي،هي بقايا أتباع صدام حسين المشنوق.." عارضه ابن عمي العلماني قائلا "أن داعش من صنع الإخوان المسلمين الذين يريدون الانتقام جراء ما حصل لإخوانهم بمصر بعدما انقلب مرسي على شرعيتهم و أرسلهم للجن و أعدم أغلبهم"... وكأن المحلل السياسي الفلاني على قناة الجزيرة كان يستمع لحديثنا معلقا عند نشرة الحصاد أن "داعش صناعة عربية غربية لكنها خرجت عن السيطرة بعدما تقوت " كثيرة هي الآراء والرؤى حول من هم الداعشيون ولماذا تمت صناعتهم ولكن الأهم هو أنهم صاروا يشكلون نقطة تحول في التاريخ العالمي بحكم أنهم استطاعوا أن يحدثوا زلزالا قويا أصبح يهدد العالم بأسره...فما هو أكيد أن هذا التنظيم الإسلامي لن يبقى أسيرا بمنطقة العراق والشام ،بل هناك احتمال قوي بأن يبسط تواجده بدول أخرى كليبيا ،اليمن ،الجزائر ،مصر..خاصة و أننا بدأنا نسمع أن هناك عدة جماعات اسلامية تبايع الإمام الداعشي !! وما يزيد من تسهيل مهمة الداعشيين في الانتشار السريع هو أللاستقرار العالمي.. أللاستقرار بسوريا ،بالعراق ،باليمن ،بليبيا،بمصر،بلبنان،بمجموعة من الدول الإفريقية(مالي ،إفريقيا الوسطى..)،وأيضا أللاستقرار بأكرانيا وما يخلقه من ارتجاجات في العلاقة الروسية الأمريكية و أيضا بباقي دول أروبا..أضف إلى هذا ما جاء في خطاب رئيسة الأرجنتين مؤخرا بالجمعية العامة للأمم المتحدة حين فضحت عديد الأشياء التي يتورط فيها العالم الغربي بزعامة هيئة الاممالمتحدة التي تم إنشاؤها بعد الحرب العالمية الثانية كخطوة لحل النزاعات بطرق سلمية. أما وقد انكشف أمرها الآن ،فإننا على أبواب الحرب العالمية الثالثة ،لن تكون بالتأكيد شبيهة لسابقتها،لأننا هذه المرة أمام نهاية العالم في شكله الحالي ..ستنهار الولاياتالمتحدةالأمريكية ،ولن تعود روسيا لقمة الهرم ،لن تبارح مكانها كما الاتحاد الأروبي...وقد يعود العالم إلى مرحلة ما قبل عصر الأنوار في ظل انهيار الاقتصاد الكوني... لنتابع..لننتظر...وإن الغد لقريب..