في ظل تأهب الدول الغربية والعربية لحرب داعش أقول: لن يستطيع القضاء على داعش لا أمريكا ولا روسيا ولا الغرب ولا الشرق ولا دول العالم كلها، داعش ليست جماعة رجال أو نظام أو دولة، داعش فكر، داعش تراث، داعش أيديولوجية. نعم سيضربون معسكر داعش وسيبيدون دولتهم، لكن ستظهر داعش أخرى وستظهر جاحش وفاحش أيضا، فما دام الفكر والتراث والأيديولوجية التي يستقون منها أفكارهم وينظمون دولتهم فهم باقون. الإنتصار على داعش لن يكون إلا بالقوة الفكرية والعلمية لا بالقوة العسكرية، ولن يقوم بهذا الدور إلا المفكرون الإسلاميون والعلماء المجددون الإصلاحيون، فلكي تطهروا الأرض من داعش لا بد من تطهير التراث الذي تقوم عليه أيديولوجية داعش ودولة داعش، داعش ليست في العراق والشام فقط، تلك داعش المسلحة، داعش في كل مكان في العالم الإسلامي، ويطلون علينا من كل وسيلة، من فوق المنابر من المحاضرات والدروس من البرامج التلفزيونية من المواقع الإعلامية من الشبكة العنكبوتية، الخطاب الداعشي هو المسيطر، والذين مولوا ونشروا هذا الخطاب يدعون أمريكا والغرب اليوم لمحاربته بعد أن انقلب عليهم وأخذ يذبحهم ذبحا وينهب ثرواتهم. لن تقضي على داعش إلا ثقافة القرآن، عندما ذهبت ثقافة القرآن وحلت ثقافة الروايات والتراث الشفهي جاءنا البلاء من كل جانب ولما نبذنا فقه الآية واعتكفنا على فقه الرواية فُتح للدواعش وهم من كل حدب ينسلون، لن يُقضى على فكر داعش إلا إذا جاهدناهم بالقرآن ((وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا))الفرقان52. بالقرآن سنفرق بين الإسلام المحمدي والنسخة الإسلامية الداعشية.