تودع أبل غداً شهراً كان الأسوأ لها خلال عام 2014. صحيح أنها أطلقت خلاله أحدث هواتفها الذكية وكشفت عن أولى ساعاتها الذكية، لكن كل هذا ذهب سدى وسط خضم المشاكل والشكاوى التي وقعت على كاهل الشركة، ودق جرس الإنذار منذ اللحظات الأولى لمؤتمرها الصحافي الذي انقطع البث فيه عدة مرات. تم توالت الفضائح من "العيار الثقيل" واحدة تلو الأخرى، بدءاً من مشكلة انحناء "آي فون 6 بلس" التي جابت العالم شرقاً وغرباً ونجم عنها خسارة أبل ل80% من عملائها الذين كانوا تواقين للهاتف، ناهيك عن الخسائر المادية، ورغم تقليل أبل لحجم المشكلة التي وصفتها بالنادرة ووقعت في نطاق محدود جداً، وأعزى البعض السبب إلى مادة الألومنيوم الخفيفة القابلة للثني والانحناء في هاتفها "آي فون 6 بلس"، إلا أنها مضطرة لمواجهة ما خلفته العيوب التصنيعية، علماً بأن عدد مبيعات الهاتفين معاً تخطت ال10 ملايين وحدة مباعة، لكن يبدو أن هذا لم يغير شيئاً في المعادلة. اختراق الهاتف بأمر ل"سيري" أضف إلى ذلك مشاكل نظام تشغيلها الجديد "آي أو إس 8" وما تبعه من شكاوى عديدة من عدد ضخم من المستخدمين في جميع أنحاء العالم تمثلت في عدم القدرة على الرد أو إجراء مكالمات هاتفية ومشاكل في بصمة الإصبع والبطء الشديد وعدم تشغيل بعض التطبيقات وعدم طرح منصة هيلث كيت الصحية والثغرة الأمنية التي تتيح اختراق الهاتف بواسطة خدمة "سيري" وفتح الجهاز من دون كلمة مرور، بالإضافة إلى الثغرة الخطيرة التي أصابت نظام تشغيلها "ماك أو إس إكس"، بحسب تقرير أورده موقع "9 تو 5 ماك" المعني بأخبار أبل. أحدث مشكلة تلوح في الأفق وعلى الصعيد العالمي واجهت أبل مشكلة خطيرة ليس مع عملائها ومستخدميها العاديين فقط، بل أيضاً مع النجوم والمشاهير بعد تسريب صورهم الخاصة بسبب اختراق خدمة آي كلاود التي كانت على علم بها منذ 6 شهور ولم تكترث بها، وآخر مشكلة تُضاف إلى القائمة السوداء السالف ذكرها وتختتم بها أبل هذا الشهر "النحس" اكتشاف ثغرة جديدة في وظيفة "إعادة تعيين الاعدادات" في "آي أو إس 8" الذي ينتج عنه حذف نهائي وبصفة دائمة لكافة ملفات "آي وورك" المخزنة على حساب المستخدم في "آي كلاود". وأكد عدد من المستخدمين أنهم بعد النقر على مفتاح "إعادة تعيين جميع الإعدادات" بعد تحديث هواتفهم إلى "آي أو إس 8" فقدوا كل الملفات والوسائط المتعددة المخزنة لدى "آي وورك" ليس على الهاتف فحسب، بل أيضاً اختفت تماماً من "مدير آي كلاود درايف" وكذلك من أجهزة ماك العاملة بنظام "أو إس إكس يوسميتي".