حورية البحر ليست أسطورة أو شخصية مقتبسة من الأفلام الخيالية، بل هي نتيجة مرض نادر يتعرض له طفل من كل 100 ألف طفل حول العالم، بحسب تأكيد مؤرخ طبي لصحيفة دايلي ميل البريطانية. يحدث هذا التشوه الخلقي الذي يسمى "متلازمة حورية البحر" نتيجة فشل إمدادات الأوعية الدموية الطبيعية للنصف السفلي من الجسم بسبب وجود شريان خاطئ يسحب الدماء من النصف السفلي ويعيدها للمشيمة مما يمنع وصول الغذاء إلى الجزء السفلي من الجسم فتصبح الساقين متصلتين. غير أن المؤرخ الطبي فيتزهاريس ليندسي الحائز على دكتوراه من جامعة أكسفورد، أخفق بتقديراته العلمية حول عمر الرضع الذين يولدون بهذه المتلازمة، إذ أكدت حالتان نجتا من المرض بأن الموت ليس محتماً ويمكن مقاومته بالعلاج المستمر. وأفادت صحيفة دايلي ميل الريطانية أن الناجية الأولى هي الأمريكية تيفاني يوركس (26 عاماً)، التي خضعت لسلسلة من العمليات المعقدة لفصل ساقيها، ولكنها ما زالت تعاني من مشاكل في الحركة وتستخدم كرسيا متحركاً. أما الناجية الثانية من البيرو أصبح عمرها 10 أعوام، بعدما خضعت ميلاغروس سيرون لعملية جراحية ناجحة عام 2006 على يد 8 جراحين متخصصين تمكنوا من فصل ساقيها حين كانت في الثانية من عمرها. وعن سبب وجود حورية البحر بحسب الأساطير، قالت الصحيفة البريطانية أن: "آلهة "أتارغاتيس" الآشورية حولت نفسها إلى حورية عقاباً لقتلها صديقها بالخطأ"، فيما تقول أسطورة أخرى أنها حدثت نتيجة تزاوج بشري مع سمكة ثم شكلت مصدر وحي للمخرجين وشخصية جذابة لتكون بطلة في قصص الأطفال مثل قصة "ليتل مرميد" من ديزني.