هي حنان رايس الكاتبة الشابة المنحدرة من الحسيمة التي عشقت اللغة الفرنسية منذ الصغر واستعملتها بذكاء لإبراز الموروث الثقافي والحضاري الغني للريف ، ما مكنها من الفوز بالجائزة الأولى لمسابقة غي دو ماباسان للقصة عن عملها الإبداعي "عندما يزهر الملح " . وقالت حنان رايس ، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء ، إن " الكتابة تعد طريقة مثلى للتعبير، ووسيلة جيدة للتنفيس عن الذات، وصوتا ناعما لتوجيه انتقادات لاذعة " ، مضيفة أنها تشكل أيضا صرخة تحدي ودعوة لرد الإعتبار وتغيير العقليات . وتحكي قصة "عندما يزهر الملح " ، التي استلهم عنوانها من مثل أمازيغي يستعمل للتعبير عن حلم أو هدف غير قابل للتحقيق ، عن حب مستحيل بين شابين ينتميان لقبيلتين متخاصمتين . وإذا كان المتحابان قد تمكنا من تجاوز العقبات القبلية ، إلا أن مشاكل أخرى حالت دون إلتقائهما . وفضلا عن الكتابات القصصية من قبيل "الإنقلاب " و" قصة حب " ، فإن أستاذة اللغة الفرنسية أبدعت كذلك في الشعر باللغة الفرنسية حيث نظمت عدة قصائد منها " مات أفلاطون " و" المرأة الجريحة " و" أمي ، أرضي " ، وهي أعمال تعكس نظرة نسائية إلى يوميات الحياة ، وإلى قضايا عميقة ملازمة للإنسان . وقالت إن "موضوع الإنسان المعاصر الذي لم يعد سيد نفسه ، يشكل أحد المواضيع التي تشغلني . فقد أضحينا بدون وعي منا ، لا نملك قراراتنا في ظل عولمة هوجاء " ، مستشهدة في هذا الصدد بحالة الشباب المرتبط بشكل مفرط بالأنترنيت ، والذي هو ضحية التكنولوجيات الحديثة . ولحنان رايس ، عضو الجمعة المغربية لتدريس اللغة الفرنسية وآدابها ، أيضا ديوان باللغة الإسبانية تحت عنوان " مذكرات مراهقة " ، والذي يتناول سلسلة من المواضيع ذات علاقة أساسا بالهوية والأحلام وخيبات المراهقة . وبخصوص وضعية المرأة المغربية ، قالت حنان إنه في ظل مجتمع يبدو معاصرا ، لكنه يقوم على أحكام مسبقة ، فإن " المرأة المثقفة لم تنتزع بعد المكانة التي تستحقها ، وإن تمكنت من تحقيق تقدم كبير . ويمكن أن تعتبر نفسها أكثر حظا من الأجيال السابقة ". من جهة أخرى أعربت عن اعتقادها بأن المرأة الريفية " حققت تقدما كبيرا في عدد من المجالات ، حيث أضحت المنطقة تعج بشاعرات وفنانات تشكيليات ومكونات ومغنيات ومسؤولات ونائبات برلمانيات " . وخلصت حنان إلى أنها " تؤمن بالنضال بغية تحسين الوضعية الحالية " ، وشعارها في ذلك : " لا شيء مستحيل في الحياة " .