في هيروشيما، المدينة اليابانية التي دمرتها القنبلة النووية سنة 1945، حظي المغرب بالتكريم في لقاء، التأم فيه، أمس الخميس، وفد عن مجلس المستشارين وأصدقاء المغرب اليابانيين الذين يناضلون من أجل التقارب بين البلدين. وخول اللقاء، الذي احتضنه إطار رائع لفندق فاخر يطل على منظر بانورامي لهذه المدينة الجميلة، خاصة نصبها للسلام، لأعضاء الوفد البرلماني المغربي الذي يقوده رئيس الغرفة الثانية السيد محمد الشيخ بيد الله، تلمس هذا الود الذي تكنه هذه الفئة من اليابانيين للمغرب. ومنذ زيارته للمغرب ضمن وفد لرجال الأعمال اليابانيين قبل سنوات، وقع السيد طاداسوكي طاياما، أحد رجال الأعمال بهيروشيما، تحت سحر البلد ولم يفتر منذ ذلك الحين عن النضال من أجل توطيد روابط الصداقة والأعمال بين المملكة واليابان. هذا الولع بالمغرب، الذي يحتفظ فيه بذكرى استقبال حار جدا، كما أشار لذلك للوفد المغربي خلال محطة توقف لمدة يوم قدوما من طوكيو، حافظ عليه السيد طاياما عبر إحداث جمعية الصداقة هيروشيما-المغرب التي تضم يابانيين آخرين انبهروا أيضا بالمغرب وأرضه وحضارته ويفتخرون بحمل مشعل الصداقة المغربية اليابانية. وعلى بعد آلاف الأميال من أراضي المغربية، تحافظ هذه المجموعة من "المغاربة بالقلب" على هذا التقدير للمغرب وتتقاسمه مع أي شخص جديد يرغب في زيارة البلد أو الاستثمار فيه. كما يتبادلون في ما بينهم جديد العلاقات الثنائية التي يتابعونها عن كثب وفرص الأعمال، فضلا عن تطور مشاريع الاستثمار. كما أطلع السيد طاياما الوفد المغربي، خلال هذا اللقاء الذي حضره بالخصوص سفير المملكة في طوكيو سمير عرور والعديد من الشخصيات اليابانية، منها رئيس الجمعية الإقليمية لهيروشيما ماساو هاياشي، والأمين العام لجمعية عمداء من أجل السلم ياسويوشي كوميزو، على موافقة الحكومة اليابانية على دراسة قابلية الإنجاز لمشروع استخراج زيت الصبار بالمغرب، الذي تحمله طويو كواتسو، شركة الصناعات الغذائية التي يوجد مقرها في هيروشيما. وتضم المجموعة، إلى جانب السيد طاياما الذي يعتز بتوشيحه من قبل جلالة الملك محمد السادس خلال زيارة الدولة التي قام بها جلالته لليابان في نونبر 2005، مستثمرين يابانيين، منهم رئيس مجموعة دايزو للصناعات هيروطاكي يانو، والمدير العام لنفس المجموعة ماسايوشي نايطو، يشيدون جميعا باستقرار مناخ الأعمال في المغرب، فضلا عن فرص الاستثمار الضخمة التي يخولها. من جهة أخرى، وكما أشار لذلك خلال لقائه أول أمس الثلاثاء مع رئيس الوزراء الياباني شينزو أبي، حرص السيد بيد الله على التأكيد مجددا على تعازي الشعب المغربي للمنتخبين والسلطات في هروشيما إثر الفيضانات وانزلاقات التربة التي أودت مؤخرا بحياة العشرات في الإقليم. وفي ختام اللقاء، قام الوفد بزيارة رسمية لمنتزه نصب السلام بهيروشيما الذي أقيم سنة 1954 على أنقاض الحي الأكثر اكتظاظا بالسكان بالمدينة والذي استهدفته القنبلة النووية خلال الحرب العالمية الثانية ووضع إكليلا من الزهور تكريما لضحايا الكارثة وزار مختلف المرافق الملحقة بالمنتزه، خاصة المتحف. كما التقى أعضاء الوفد إحدى الناجيات التي روت شهادتها حول المأساة التي عاشتها في يوم 6 غشت 1954 حين كانت طالبة. ولقي 140 ألف شخص حتفهم في الانفجار والحرائق التي تسببت فيها القنبلة، تنضاف إليهم مئات الآلاف من الوفيات الناجمة عن السرطانات وباقي الأمراض التي ظهرت لاحقا، حسب التوضيحات التي قدمها مسؤولو متحف نصب السلام. وجدد السيد بيد الله في ختام هذه الزيارة لهيروشيما ونصبها التذكاري على انخراط المغرب لصالح السلم المستدام في العالم والقضاء على الأسلحة النووية، كي لا تتكرر أبدا فظائع الماضي، من قبيل هيروشيما.