أظهرت صور نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، السبت، أن مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية ذبحوا جنديا لبنانيا أسيرا، وهو ثاني جندي لبناني تقتله في الأسر هذه الجماعة منذ أغارت على بلدة حدودية لبنانية في اغسطس/اب. وكان الرجلان بين مجموعة من 19 جنديا فقدوا منذ الهجوم الذي شنه على بلدة عرسال متشددون منهم مقاتلون ينتمون إلى تنظيم الدولة الإسلامية. وتذبح الجماعة من تعتبرهم أعداء لها وكانت قد قتلت في الآونة الأخيرة صحفيين أميركيين اثنين بتلك الطريقة. وجاء في تعليق مصاحب للصور التي نشرت في حساب على موقع تويتر يستخدم في نشر بيانات الدولة الإسلامية ان الجندي يدعى عباس مدلج وانه مسلم شيعي. وقال بيان منفصل إن مدلج "ذبح" بعد محاولته الفاشلة للهرب وكان البيان بتاريخ يوم الجمعة. وقال مصدر أمني لبناني إن مدلج واحد من 19 جنديا مفقودين ويعتقد أنهم أسروا حينما أغارت الجماعة الإسلامية ومقاتلون إسلاميون آخرون على بلدة عرسال في أغسطس/آب. وأضاف المصدر أن الجيش يجري تحريات لكن لا يمكنه تأكيد أن الجندي قتل. وقال مصدر عسكري لبناني طالبا عدم الكشف عن اسمه ان "الجيش تلقى الصور الا انه لم يتحقق منها بعد". ويطالب الخاطفون باطلاق سراح اسلاميين سجناء في لبنان في مقابل اطلاق سراح الجنود اللبنانيين. وبمجرد اذاعة الخبر في وسائل الاعلام اللبنانية، أغلق لبنانيون غاضبون، مساء السبت، طرقات رئيسية في عدة مناطق بالبلاد. وأغلقت طرقات عديدة بالاطارات المشتعلة وحاويات النفايات في مناطق الشمال والجنوب والعاصمة بيروت، فور انتشار خبر ذبح الجندي اللبناني على يد الدولة الاسلامية. وأعلن التنظيم، الجمعة، أنه وافق على الموفد القطري كقناة وحيدة للتفاوض بشأن الاسرى بلديه وعددهم بعد ذبح مدلج، 9، بعد الاجتماع مع الوسيط القطري. وفي هذا السياق، أصدرت "الدولة الاسلامية – قطاع القلمون" بيانا فالت فيه أنه "بتاريخ اليوم (السبت) وبطريقة خبيثة حاول الجندي اللبناني عباس مدلج الهرب من سجنه وبعد أن حاول اطلاق النار على اخوتنا من جنود الدولة تمكنا ولله الحمد من السيطرة على الموقف"، من دون أن يوضح كيفيه حصوله على السلاح. وأضاف البيان "كان مصير هذا الرافضي (الشيعي) الذبح". يشار الى ان مدلج، الذي كان ظهر في الفيديو الذي بثه التنظيم، الجمعة قبل الماضية، هو أول جندي شيعي تتم تصفيته بعدما كانت "الدولة الاسلامية" أعدمت الرقيب في الجيش اللبناني أيضا علي السيد وهو من الطائفة السنية. وكانت معارك عرسال، التي استمرت 5 أيام بين الجيش اللبناني ومجموعات مسلحة قدمت من سوريا من بينها النصرة والدولة الاسلامية، أدت إلى مقتل وجرح العشرات من المسلحين في حين قتل مالا يقل عن 17 من عناصر الجيش اللبناني وجرح 86 آخرين، بالاضافة الى خطف أكثر من 20 منهم. وأعلنت "هيئة العلماء المسلمين" اللبنانية الأسبوع الماضي، أنها علقت جهود الوساطة التي تقودها بين الحكومة اللبنانية والمجموعات المسلحة السورية التي تحتجز العسكريين اللبنانيين في منطقة القلمون السورية، إفساحا في المجال أمام "أطراف أخرى" قد تكون لها قدرة على تسوية ملف المخطوفين، في إشارة إلى دولة قطر المعروفة بعلاقاتها مع التنظيمات المتشددة.