اكتشف علماء سويديون أن تعلم لغة أجنية يزيد حجم الدماغ. وتوصل العلماء إلى اكتشافهم في إطار بحث أوسع باستخدام تقنيات كتصوير الدماغ بالرنين المغناطيسي والفيزيولوجيا الكهربائية،للتوصل إلى فهم أفضل للفوائد المعرفية التي تتحقق من تعلم لغة ثانية. و قال العلماء إن هذه التكنولوجيات لا تساعد في تحديد ما إذا كان الشخص يحتاج إلى عملية جراحية في ركبته، أو أن ضربات قلبه ليست منتظمة فحسب، بل تكشف عما يحدث لأدمغتنا عندما نسمع لغة أخرى، ونفهمها ونتكلمها ايضًا. وأظهرت دراسة العلماء السويديين لعمل الدماغ أن تعلم لغة أجنبية يمارس تأثيرًا ملحوظا على الدماغ، إذ تعلم مجندون شباب في الجيش السويدي اللغة العربية أو الروسية أو الدارية في دورات مكثفة، فيما ثابر افراد مجموعة مراقبة أخرى من طلاب الطب وعلم المعرفة على دراسة مواضيع لا تقل صعوبة، لكن ليس بينها تعلم لغات أجنبية. وأظهر تصوير عمل الدماغ بالرنين المغناطيسي أن مناطق معينة من أدمغة طلاب اللغات ازدادت حجمًا، في حينتكوين أدمغة الطلاب الآخرين في مجموعة المراقبة لم يطرأ عليه أي تغير. ولا يقل اثارة للاهتمام اكتشاف العلماء أن متعلمي اللغة الأجنبية، الذين ازداد حجم أدمغتهم في منطقة الحُصيْن ومناطق من قشرة الدماغ، يتمتعون بقدرات على تعلم اللغات افضل من الأشخاص الذين اتسع لديهم حجم منطقة الحركة من القشرة المخية. ويعني هذا أن مناطق الدماغ التي ازدادت حجمًا ترتبط بقدرة المتعلم على تعلم لغة ثانية، وأن زيادة حجم الدماغ تتفاوت حسب أداء المتعلم.كما أظهر البحث أي المناطق من الدماغ تكون نشيطة خلال القيام بمهمة محددة في عملية التعلم. ونقلت صحيفة غارديان عن اليسون ماكاي، استاذة الالسنيات في جامعة جورجتاون الاميركية، قولها أن نتائج البحث تساعد في تفصيل أساليب تعليم اللغات الأجنبية على مقاس قدراتنا المعرفية. ويؤكد العلماء أن الأشخاص الذين يتكلمون أكثر من لغة بطلاقة يتمتعون بذاكرة أقوى، ويكونون أكثر ابداعًا من الناحية المعرفية، وأكثر مرونة ذهنيًا من الناطقين بلغة واحدة فقط.وتشير دراسات كندية إلى أن الناطقين بلغة واحدة يُصابون بمرض الزهايمر قبل الذين يتكلمون أكثر من لغة. ويعني هذا أن معرفة لغة أخرى تساعد في البقاء أصحاء معرفيًا وذهنيًا، حتى سنوات متقدمة جدًا من العمر.