وأنا أتصفح جرائد يوم الاثنين فاتح شتنبر ، (يوم الرجوع من العُطل كما يُقَال) وهي ملئى في عمومها بأخبار لا تُفْرح ... ليس فقط أخبار الحروب والتقتيل عند العرب والمسلمين ...بل حتى في المغرب ، في عمومها الأخبار السيئة هي التي تطفو على الصفحات الأولى لجرائدنا الوطنية . لاحظوا معي عناوين الصفحة الأولى من الجرائد غير الحزبية، والتي تعتبر نفسها محايدة: ج1 ●"طنجة تتحول إلى ساحة حرب بين مغاربة وأفارقة أدت إلى مقتل شاب سينغالي..." ● "تبادل إطلاق عيارات نارية بين الدرك وتاجر مخدرات..." ● " ج 1 تكشف عن هوية الداعشي الذي توعد اسبانيا بفتح اسلامي..." ●"استمرار وفاة الرضع بالبيضاء..." ج2 ●"تصفية بارون كوكايين مغربي رميا بالرصاص..." ●"مواجهات دامية بطنجة بين مهاجرين وقوات الأمن" ●"الداعشية الحكومية تلغي الموسيقى من مناهج التعليم...داعش...ورفاق بنكيران ... يتوحدون في حربهم ضد الفن". ● " قاصرتان ضمن عصابة لسرقة سيارات الأجرة بالبيضاء" ج3: "مواجهة بالرصاص الحي ضد بارون مخدرات استعان فيها الدرك بمروحية مسلحة". " هذا دور مغاربة "الشريعة" في التجنيد للبغدادي بأوروبا". "القصة الكاملة لليلة دامية بطنجة." " الشعرة يودع بسجن الزاكي بتهمة الإعداد لأعمال إرهابية" ج4:"بييخو داعش وابنه يقضيان أول ليلة لهما بسجن سلا" " هكذا تبدأ صناعة الموت داخل التنظيمات الإرهابية" "مواجهة بين تاجر مخدرات والدرك الملكي بنواحي برشيد" "الوكيل العام يفتح تحقيقا في أحداث العنف بطنجة واعتقال 34 شخصا"... ونفس العناوين مع ج 5 و ج 6... لكن لا داعي للمزيد لا يهمني الدخول هنا في التفاصيل... لكن سؤالي هو : من يقرأ هذه العناوين في الجرائد " المستقلة"...( دون الحزبية التي لها آراؤها المسْبقة طبعا...) ماذا سيقول؟ كيف سيكون تصوره عن بلده؟ ألا تفيد الاستقلالية الخبرية إبراز الإيجابي أيضا؟ أليس هناك إيجابيات في الحياة العامة للمغاربة وفي المغرب؟ أم هي لغة البيع والشراء التي تفيد أن "الأخبار السيئة " هي التي تأتي بالقراء....لكن أليس شأن ذلك أن يخلق ثقافة تشاؤمية مستمرة؟ أين سيجد القارئ الأخبار الإيجابية السارة إذا كانت هذه حالة جرائدنا "المستقلة".. أسئلة كثيرة تَتَناسل... تجرني لأطرح سؤالا أيضا حول دور الصحافة حقيقة؟ هل هو إيصال معلومة من مستوى ونمط معين فقط للقراء؟ أم هو إيصال كل أو جل المعلومات المتداولة والمعروفة؟ وأنا في خضم هذه الأخبار...وصلني تقريرين حول الظرفية الاقتصادية المغربية ل7 أشهر الأولى من 2014... فإذا بي أجد فيهما: ارتفاع صادرات المغرب + 8 % مقابل ارتفاع الواردات ب +3.5 % فقط (رغم تراجع صادرات الفوسفاط ب -6.5 %)... وهكذا تراجع عجز الميزان التجاري بمليار ونصف درهم قياسا ليوليوز 2013... ارتفعت مداخيل المغاربة بالخارج...رغم الأزمة العالمية، ارتفعت مداخيل السياحة رغم كل ما قيل عن المغرب، ارتفعت المداخيل العادية للبلد بأكثر من 10.5 مليار درهم ، بينما لم ترتفع النفقات العادية إلا ب 2 مليار درهم، ارتفع الاستثمار ب 16 % ( 4 مليار درهم إضافية). انخفض سعر البنزين الممتاز ب 6 سنتيم ، بعد انخفاضه ب 16 سنتيم أواسط غشت وانخفاضه ب 36 سنتيم بداية غشت... إلخ من المعطيات الإيجابية، والتي لا يمكن أن تخفي أن هناك جهودا كثيرة يجب أن تُبدل لتجاوز السلبيات (وما أكثرها: كتراجع الاستثمار الخارجي بالمغرب واستقرار البطالة...) نظرتُ إلى كل هذا ...وقلتُ في نفسي ... ألا يستحق المغاربة أن يجدوا جزءا من هذا على أولى صفحات جرائدهم "المستقلة"؟... مع كل الأمور الأخرى التي لا يُفيد حديثي هذا أنه يجب عدم الحديث عنها وتركها جانبا؟؟؟ أترك لكم الجواب أَعِزَّتي....