على عكس الاعتقاد السائد بأن تناول كميات معتدلة من المشروبات الكحولية يحد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، لاسيما تصلب الشرايين وما ينتج عنه من أزمات قلبية، أظهرت دراسة حديثة أجريت في جمهورية التشيك أن تناول هذه المشروبات لا يقي من هذا الخطر مطلقاً. وقد توصل علماء جامعتي “أولوموك” و”براج” بالتشيك إلى هذه النتيجة بعد أبحاث استمرت لمدة تتراوح بين ستة أشهر وعام كامل، وتم تقديمها في مؤتمر الجمعية الأوروبية لأمراض القلب المنعقد حالياً في برشلونة في الفترة من 30 أغسطس وحتى 3 سبتمبر 2014، طبقاً لما ورد بوكالة الأنباء “الألمانية”. وكتب العلماء في تقريرهم “لم نجد أية تأثير سريري ملحوظ لتناول نوعيات النبيذ الأحمر أو الأبيض على مستويات الدهون بالدم أو مستوى البروتين الارتكاسي “سي آر بي” أو غيرها من المؤشرات الدالة على الإصابة بتصلب الشرايين، وكذلك لم نستطع إثبات فرضية أن هذه المشروبات الكحولية تعمل على رفع مستوى الكوليسترول المفيد بالجسم (إتش دي إل)”. ونفت الدراسة الحديثة ما أثبتته الدراسات السابقة والتي كانت تؤكد أن تناول الكحوليات بشكل معتدل يعمل على الوقاية من تكون ترسبات كلسية في الشرايين، ومن ثم يحول دون حدوث ضيق في الشرايين. وأوضح العلماء أنه خلال الدراسة قام المشاركون فيها وعددهم 146 والذين كانوا يعانون من ارتفاع خطر الإصابة بتصلب الشرايين بدرجة بسيطة إلى متوسطة نتيجة وجود المؤشرات الدالة على ذلك لديهم، بتناول نوعين مختلفين من المشروبات الكحولية بصورة منتظمة طوال عام كامل. وبعد مرور هذه المدة لم يطرأ أى تغيير إيجابي على هذه المؤشرات الدالة لدى هؤلاء الأشخاص، فلم تتغير مثلاً نسبة الكوليسترول المفيد لديهم. وعلق البروفيسور الألماني إيكرت فليك، المتحدث الإعلامي باسم الجمعية الألمانية لأمراض القلب: “تقدم هذه الدراسة رؤية مغايرة تماماً عن المنحى العلمي الشائع في تأثير الكحوليات على الحد من الإصابة بأمراض القلب، ومن المؤكد أنها لن تكن الدراسة الأخيرة في هذا المجال المثير للجدل”.