أعلنت الحكومة المغربية أنها أفرجت عن أرصدة ليبية في البنوك المحلية وذلك بغرض دفع رواتب موظفين يعملون في مؤسسات ليبية في المغرب، وكذا منح الطلاب والمبعوثين الليبيين الذين كانوا احتلوا سفارة بلادهم في الرباط منتصف الشهر الماضي، لكنهم انسحبوا منها بعد أن أصبحت تمثل الوضع الجديد في ليبيا، في حين علمت «الشرق الأوسط» أن المغرب سيقدم مساعدات في مجال تدريب الكوادر الليبية في مختلف المجالات بما في ذلك الجوانب الأمنية، وتبعا لذلك يتوقع أن يستقبل المغرب أعدادا من الليبيين عندما تستقر الأوضاع في ليبيا. وكان المجلس الانتقالي أوفد في وقت سابق وفدا يضم فنيين لحصر الممتلكات والأموال الليبية في المغرب، ولم تعط وقتها تفاصيل حول لقاءات الوفد من المسؤولين المغاربة. وكان نظام العقيد معمر القذافي استثمر عبر واجهات لرجال أعمال ليبيين يعملون لصالح النظام، في عدة مجالات في المغرب، لكن أبرز تلك الاستثمارات كانت في مجال السياحة. وحول موضوع الأرصدة، نسب إلى الطيب الفاسي الفهري، وزير الخارجية المغربي قوله «على الرغم من أن المغرب جمد أرصدة ليبية فإنه لم يعمل أبدا على وقف نشاط أية مؤسسة ليبية لكي لا يتضرر الاستثمار والتشغيل»، مؤكدا أن المغرب قام مبكرا بالإفراج عن الأرصدة لدفع مستحقات الطلبة الليبيين والموظفين الذين يعملون في المغرب. وبشأن مستقبل الأرصدة الليبية في المغرب، قال الفهري «القرار يعود للسلطات الليبية الجديدة حول ما إذا كان يجب استثمار المزيد وكذا الكيفية التي يمكن بها توظيف هذه الأرصدة». وأعلن الفاسي الفهري أن سفارة ليبيا لدى المغرب أصبحت تمثل المجلس الوطني الانتقالي، وقال إن المجلس أصبح نواة للمؤسسات في ليبيا، ويمثل الشعب الليبي. وقال الفاسي إن سفارة المغرب في طرابلس لم تغلق مطلقا، وأوضح أن التمثيل الدبلوماسي المغربي لدى ليبيا سيكون معتمدا بشكل طبيعي لدى السلطات الليبية الجديدة حالما يتم اختيارها بطريقة ديمقراطية. وقال الفاسي، الذي شارك في مؤتمر باريس إلى جانب عباس الفاسي رئيس الحكومة المغربية، إن الرباط التزمت بمساعدة ليبيا من أجل استرجاع مكانتها داخل الأممالمتحدة عبر ممثليها الشرعيين. وقال الفاسي الفهري «سنعمل إلى جانب الشعب الليبي الشقيق على المستوى المتعدد الأطراف خاصة داخل الأممالمتحدة من أجل أن تسترجع ليبيا مكانتها داخل المحفل الأممي عن طريق ممثليها الشرعيين من خلال المجلس الوطني الانتقالي». وأضاف قائلا «المغرب سيعمل أيضا من أجل وضع برنامج دولي لدعم الشعب الليبي في هذه المرحلة سواء على المستوى الاقتصادي أو إعادة الإعمار أو إرساء دولة القانون». وشدد على أن المغرب عبر عن استعداده لدعم التجربة الجديدة للشعب الليبي على المستوى الاقتصادي والإنساني والأمني، وكذا على مستوى التكوين. وقال الفاسي الفهري إن بلاده كانت البلد الأفريقي الوحيد الذي شارك في اجتماع مارس (آذار) في باريس وهو أول اجتماع انعقد لدعم الثوار الليبيين، مشيرا إلى أنه شارك كذلك في جميع اجتماعات مجموعة الاتصال حول ليبيا منذ إنشائها في 29 مارس الماضي في لندن. وزاد الفاسي قائلا «المغرب عبر منذ البداية عن أهمية العمل الذي يقوم به المجلس الوطني الانتقالي، وكانت له اتصالات مكثفة مع أعضائه من أجل الإنصات لآرائهم وتحليلاتهم». إلى ذلك، قال مصدر مطلع في الرباط أمس إن المغرب سيشارك بوفد رفيع في اجتماع «مجموعة أصدقاء ليبيا الجديدة»، الذي سيعقد في أواخر الشهر الحالي في نيويورك. وهذه المجموعة هي التي ستعوض مجموعة الاتصال لتنسيق عمليات حلف شمال الأطلسي لحماية المدنيين الليبيين من كتائب القذافي.