قالت نتائج دراسة جديدة قام بها باحثون من المركز الطبي لجامعة كولومبيا في نيويورك إن الأطفال والمراهقين المصابين بالتوحد لديهم كثير من نقاط الاشتباك العصبي في الدماغ، والتي يمكن أن تؤثر على وظائفها. ويعتقد فريق البحث أنه من الممكن تقليل هذا التشابك بواسطة الأدوية، ويمهد ذلك لاستراتيجية جديدة لعلاج مرض التوحد. يعاني طفل من بين كل 68 طفلاً في الولاياتالمتحدة من مرض التوحد. وليس معروفاً على وجد التحديد ما الذي يسبب هذا المرض، لكن يعتقد الباحثون أن السبب هو تشوهات في بنية الدماغ تمنع من أداء عملها على وجه صحيح. نُشرت الدراسة الجديدة في دورية "نيورون"، وشارك في تأليفها البروفيسور جومي تانج أستاذ علم الأعصاب المساعد في المركز الطبي بجامعة كولومبيا. قام الباحثون في هذه الدراسة بتحليل أدمغة 26 طفلاً مصاباً بالتوحد كانوا قد توفوا لأسباب متعددة، وتمت مقارنتها بفحوصات لأدمغة 22 طفلاً غير مصاب بالتوحد. انقسم الأطفال المصابون بالتوحد عمرياً إلى فئتين، 13 طفلاً منهم أعمارهم بين سنتين و9 سنوات، و13 منهم أعمارهم بين 13 و20 سنة. لاحظ فريق البحث أن نقاط الاشتباك العصبي التي تربط خلايا الدماغ وتقوم بالتواصل بينها، كما تربط خلايا العمود الفقري بالدماغ، تزداد لدى الأطفال المصابين بالتوحد. وأنها تنخفض بنسبة 50 بالمائة لدى الأطفال غير المصابين بالتوحد في أواخر مراحل الطفولة، بينما تنخفض بنسبة 16 بالمائة لدى الأطفال المصابين بالتوحد في أواخر مرحلة الطفولة. وأظهرت التحاليل أن أدمغة الأطفال الذين يعانون التوحد توجد بها خلايا عصبية تتألف من مكونات قديمة وتالفة، ويبين ذلك نقصاً في المسار المعروف ب "الالتهام الذاتي" والذي تقوم فيه الخلايا بأكل الأجزاء القديمة الخاصة بها. تعليقاً على هذه النتائج قال البروفيسور ديفيد سولرز أستاذ علم الأعصاب في قسم الطب النفسي والباحث المشارك في الدراسة: “إنها المرة الأولى التي يلقي فيها شخص نظرة لتقييم نمو أدمغة الأطفال المصابين بالتوحد". وأضاف سولرز: “تبين هذه الدراسة أهمية إزالة نقاط الاشتباك العصبي التي يمكن أن تؤثر على وظائف الدماغ".