طور الأطباء الألمان كبسولة مجهزة بعدستي كاميرا صغيرتين ترسلان صورا للأمعاء، بعد أن يقوم المريض بابتلاعها. وتوفر التقنية الجديدة حلا متناهي الدقة لمشكلة الحصول على صور من داخل امعاء المريض، فبفضل هذا الاختراع المبتكر بات سهلا على الأطباء النظر إلى داخل أمعاء الانسان عبر كبسولة صغيرة تحمل عدستي كاميرا. وتمثل التقنية المستحدثة بديلا لعملية تنظير القولون التقليدية والمزعجة بالنسبة للكثيرين، اذ ترسل الكبسولة صور الأمعاء، بعد أن يقوم المريض بابتلاعها. وتقوم عملية تنظير القولون التقليدية على فحص منظاري للقولون والجزء الأعلى من الأمعاء الدقيقة بواسطة كاميرا فحص القولون أو كاميرا الألياف البصرية المثبتة على أنبوب مرن يمرر من خلال فتحة الشرج بهدف الحصول على تشخيص بصري لمشاكل معوية مثل التقرح والأورام الحميدة. ويقول البروفسور هاغن مولر من قسم الأمراض الباطنية بمستشفى العاصمة الألمانية برلين، ان المزعج في طريقة عمل الكبسولة الجديدة هو الاضطرار لتنظيف الأمعاء حتى يتسنى الحصول على صور جيدة للأمعاء. وتقوم الكبسولة في رحلتها عبر الجسم بالتقاط ستين ألف صورة تساعد فيما بعد في الحصول على تشخيص دقيق لحالة المريض. وتستطيع الكبسولة أثناء جولتها عبر المعدة بلوغ الأمعاء الدقيقة، وهي منطقة كانت عصية على المنظار الكلاسيكي، الأمر الذي يعطي أهمية إضافية للطريقة المبتكرة. وتبدأ الكبسولة عملها عندما يشتبه بوجود نزيف والتهابات مزمنة في الأمعاء الدقيقة، لتنتقل بعد ذلك إلى الأمعاء الغليظة. وتقوم العدستان بالتقاط حوالي 16 صورة في الثانية وبعد أن تقوم بمهمتها يتخلص الجسم من الجهاز بشكل طبيعي عبر البراز.