تتعرض أجهزة جسم الإنسان لاضطرابات مصغرة بسبب تغيير التوقيت، فالجسم يمتلك ساعة داخلية بالغة الدقة موجودة في المخ، وأن هذه الساعة الحيوية مرتبطة بشكل وثيق بوتيرة حلول الظلام وطلوع الشمس. وأوضح الأطباء أن الساعة البيولوجية في جسم الإنسان تسير على إيقاع على مدار 24 ساعة لتنظم عمليات الأيض “التمثيل الغذائي”، وانقسام الخلايا، وإنتاج الهرمون، إضافة إلى دورة النوم والاستيقاظ . ويعرف الإنسان من خلالها توقيت سلوكه طوال النهار بحيث يتأكد من أن كل عضو فيه يعطي خير ما عنده في الساعة المعينة للقيام بوظيفته التي تنتظرها منه، لذا حذر من تغيير التوقيت الصيفي والشتوي من وقت لآخر وذلك لأنه يؤثر على صحة الإنسان، من خلال تأثيرها الضار على مراكز معينة في المخ، مما يحدث اضطرابا في هرمونات الجسم المختلفة وفي وظائفه الفسيولوجية الحيوية، وقبل كل هذا تؤثر على إيقاع النوم إما بالزيادة أو بالنقصان عن الحد الطبيعى، ولقد أثارت هذه الملاحظات شغف العلماء للبحث عن العلاقة التي تربط بين الإدمان والساعة البيولوجية، وتأثير كل منهما على الآخر. وأشار الأطباء إلى أن الساعة البيولوجية داخل الجسم لا تتغير مع تغيير التوقيت الصيفي أو أنها تتغير بشكل طفيف للغاية، ولاحظ الخبراء أنه حتى عندما يدق المنبه تبعاً للتوقيت الجديد فأن الإنسان لا يصبح بكامل لياقته المعتادة ونشاطه في الحركة إلا بعد ساعة كاملة. إرهاق وصداع كما أوضح الخبراء أن تغيير التوقيت يمكن أن يؤدي إلى الشعور بالإرهاق وأرق وصداع أو إلى سوء الحالة المزاجية للإنسان، خاصة لدى الأطفال وكبار السن الذين يجدون صعوبة خاصة في التكيف مع التوقيت الجديد. وأكدوا أن اضطراب الساعة البيولوجية للجسم قد يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم، ما يقود إلى الإصابة بأزمات قلبية أو جلطات أو ضرر في الكليتين وغيرها. وأشاروا إلى أن الساعة البيولوجية اليومية تتحكم بشكل مباشر بجين يلعب دوراً أساسياً في إفراز هذا الهرمون، وقالوا إن الجين ذاته موجود عند البشر. كما كشفت دراسة ألمانية حديثة أن تغيير التوقيت الصيفي والشتوي يشكل عبئاً كبيراً على الإنسان أكثر مما كان معروفاً حتى الآن. وأرجع الخبراء هذا الأمر إلى أن الساعة البيولوجية لم تتغير مع تغيير التوقيت الصيفي، مؤكدين أن الساعة البيولوجية نظام معقد للغاية يتأقلم على الفترات الزمنية خلال اليوم بشكل دقيق للغاية. الساعة البيولوجية والخصوبة كما أظهرت دراسة علمية أن التقدم بالعمر لا يؤثر على قدرة المرأة فى الإنجاب فحسب، بل له تأثيره السلبى على خصوبة الرجال كذلك. ووجد البحث الجديد أن نوعية السائل المنوى للرجل تتدنى مع التقدم فى السن مما يقلل من فرص الإنجاب ويزيد من إمكانية إنجاب أطفال متخلفين عقلياً. وقد كشفت الأبحاث العلمية منذ القدم تأثير الساعة البيولوجية على المرأة، حيث ترتفع مخاطر الإجهاض وولادة أطفال بعاهات مثل مرض متلازمة داون بين النساء المتقدمات فى العمر. وأشار بريندا أيسكنازى من كلية الصحة العامة بجامعة كاليفورنيا إلى أن الأبحاث الجديدة ذكرت أن للساعة البيولوجية تأثيرها على الرجال كذلك، إلا أن هذا التأثير مختلف، فخصوبة الرجل وقدرته على إنتاج ذرية تتمتع بالصحة تتغير تدريجياً وليس فجأة كما يحدث مع النساء. سهر الأطفال يهدد صحتهم أظهرت دراسة علمية أن اصرار الأطفال على السهر، خاصةً في الإجازة الصيفية يؤدي إلى حدوث خلل كبير في الساعة بيولوجية لديهم تظهر سلبياته على شكل اضطراب نفسي وسلوكي أثناء استيقاظهم. وينصح الأطباء الآباء بتنظيم أوقات نوم أبنائهم، فضلاً عن خفض الإضاءة أو إطفائها ليلاً لإضفاء جو هادئ يدفع الأطفال للنوم، فالأثار السلبية للسهر تنعكس عند الأطفال من عمر 6 إلى 12سنة بشكل كبير، فيصبح الطفل أكثر عصبية وغضباً وقلقاً، ويشعر بالنعاس والكسل خلال النهار، مما يؤثر على أنشطته اليومية بشكل ملحوظ. السفر يخل بالساعة البيولوجية أكد باحث أمريكي أن اضطراب الساعة البيولوجية الناجم عن اختلاف التوقيت بين بلد وآخر خلال السفر وعدم توافق الجسم مع هذا التغيّر، له علاقة بمجموعتين من الخلايا في أسفل الدماغ. وأشار الباحث هوراشيو دو لا إيجليسيا، إلى أن في الجسم ما يعرف ب “النظم اليوماوي” الذي يساعد الإنسان على معرفة الوقت الذي يجب تناول فيه الطعام أو النوم أو النهوض وكذلك القيام بالمهام الأخرى. وأضاف إيجليسيا أن التجربة التي أجريت على الفئران أظهرت أن نوعين من الخلايا الدماغية تتأثر بسبب اضطراب الساعة البيولوجية، مشيراً إلى أنهما مرتبطان بهيكلية تسمى “suprachiasmatic nucleus” تقع مباشرة تحت الوطاء أو السرير البصري في الدماغ المتوسط في أسفل الدماغ.