كان الشيخ يس رحمة الله عليه يقول، إن إسرائيل ستبدأ نهايتها بيدها سنتي 2014/2015. وها العالم يلمس هذه التنبؤات على أرض الواقع عندما شرعت إسرائيل في عدوانها على قطاع غزة، بحيث تكبدت خسائر فادحة في الأرواح والعتاد، في حي الشجاعية وحده فقدت إسرائيل الكثير من الدبابات والجنود من ضمنهم ضابطان كبيران وهما قائدان لعملية العدوان على قطاع غزة، وسقطت العديد من صواريخ شباب المقاومة على مختلف مدن ومستوطنات إسرائيلية إذ أصاب الذعر الاسرائليين جيشا، ومجتمعا مدنيا، وحكومة، وأصيبت منشئات اقتصادية وإدارية وتعطلت الكثير من الخدمات وبدأت إسرائيل تشعر بالخوف والندم على ما اقترفته يدها من عدوان على قطاع غزة لأنها أخطأت في الحساب، ولم تتوقع الرد العنيف والمخيف للمقاومة الغزاوية، وأعتقد أنها البداية، والآتي أشد وأثقل على الحكومة الإسرائيلية، ومن بين الخسائر الفادحة والتي ستجعل إسرائيل خاضعة لشروط المقاومة هي شلل المطارات وفي المقدمة مطار بن غريون الدولي الذي أصبح هامدا ساكنا وكأنه في سبات عميق منذ يوم الثلاثاء بحيث لم تحط فيه أي طائرة مدنية قادمة من أوروبا أو آسيا أو أمريكا مما سيجعل إسرائيل تتكبد يوميا خسائر مادية باهظة، الأمر الذي سيجعلها إما تدعن لشروط المقاومة فيما يتعلق بالهدنة، التي ستفتح المجال للمفاوضات حول عملية السلام وبالتالي الاستقلال التام لفلسطين وعاصمتها القدس الشريف، وإلا فإنها ستجد نفسها منعزلة دوليا، وهذه العزلة أصبحت ظاهرة للعيان عندما خرجت حشود من شعوب العالم تندد بهذا العدوان، وما يعزز هذه النظرية أن الجاليات اليهودية في الخارج خرجت إلى الشوارع حاملة راية فلسطين، تندد بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة التي استعملت أحدث الآليات العسكرية والتكنولوجية من أجل سحق الشعب الغزاوي الباسل، وعندما شعرت بفشلها المبكر، ركزت آلياتها الفتاكة لمحق النساء الحوامل واللواتي في رعيان الشباب فضلا عن الأطفال، بدافع الخوف من النمو الديمغرافي الفلسطيني المتزايد وبالتالي تضخم عدد القتلى والجرحى من الفلسطينيين حتى توهم الشعب الإسرائيلي بأنها قادرة على حمايتهم، وأنها هي المنتصرة في الحرب على الشعب الغزاوي الأعزل، إلا أنه في نظري الشخصي أن المنتصر في هذه الحرب القذرة هم الفلسطينيون ماديا ومعنويا. -أما من الناحية المادية: فإنهم كبدوا إسرائيل خسائر فادحة في الأرواح والعتاد، وفي تقديري وبناء على المعادلات والمقاربات السابقة وعلى سبيل المثال لا الحصر، فالمواطن الإسرائيلي الواحد يعادل أكثر من 100 فلسطيني ليس من حيث القيمة أو الرجولة أو المروءة وإنما من حيث ضغط العائلات الإسرائيلية التي تفقد أحد أبناءها، وهو الأمر الذي لمسه العالم فيما يخص قضية الجندي الإسرائيلي شاليط الذي أسرته المقاومة الغزاوية وبادلته بعدد هائل من السجناء الفلسطينيين. بمعنى إن كانت المقاومة قتلت على سبيل المثال، 50 جنديا إسرائيليا فذلك يعادل 5000 ضحية فلسطينية، أما القائدان العسكريان الإسرائيليان اللذان قتلتهما المقاومة، أعتقد أن كل واحد منهما تفديه اسرائيل بأكثر من ألف إن هما أسيرا من طرف شباب المقاومة الغزاوية، أي أن شباب المقاومة سلك حربا نوعية وتكتيكية مع الجيش الإسرائيلي الذي يعتبر نفسه جيش لا يقهر، في حين نجد الجيش الإسرائيلي استعمل كل أنواع آليات الحرب المدمرة والفتاكة بحيث الطائرات الحربية المزودة بتكنولوجيا حديثة ودقيقة وشنت غارات عنيفة على المدنيين العزل، وهدمت البيوت فوق رؤوس أصحابها دون سابق إنذار، بحيث قصفت هذه الطائرات المباني والمصانع والمزارع، وحظائر الأغنام، والإنفاق بدون انقطاع، وخربت قنوات الصرف الصحي ومياه الشرب والكهرباء دون أن تنال من شباب المقاومة إلا النزر القليل، الأمر الذي وضع الجيش الإسرائيلي وآلياته وحكومته على المحك، الذي قد يعصف بحكومة نتنياهو وقادة الجيش والمخابرات التي ظهرت بمظهر الضعف وقلة الحيلة أمام شباب غزاوي لا يتوفر إلا على صواريخ محدودة الفعالية وقنابل يدوية صغيرة لا يحسب لها الجيش الإسرائيلي أي حساب، حيث أن هذا الأخير فضلا عن القصف الجوي ليلا نهارا فإنه استعمل المدفعيات القصيرة والطويلة المدى وهي مدمرة لكل شيء تلمسه، وشمل القصف الجوي والبري والبحري جميع مدن ومناطق غزة الصامدة دون أن ترغم المقاومة على الاستسلام أو حتى الوصول إلى أحد قادتها، ألم يدل هذا على فشل الجيش الإسرائيلي وانهزامه في هذا العدوان الغاشم !وان نهاية إسرائيل بدأت معالمها تظهر للعيان...... ! - أما من الناحية المعنوية: فإن المقاومة انتصرت معنويا، حيث كسبت عطف ومساندة شعوب العالم من أقصاه إلى أدناه وحتى من الشعب الإسرائيلي نفسه، لأن الشعب الغزاوي أعزل والمقاومة لا تملك إلا السلاح الخفيف و به دمرت الدبابات وأسقطت الطائرات وقتلت وأصابت العدد الكثير من الضباط والجنود، وضرب إسرائيل في عقر دارها، وشلت أكبر مطار دولي إسرائيلي، وهددت ونفذت بالتدقيق في المكان والزمان، على الرغم من أن هذه الحرب غير متكافئة لا عتادا ولا عددا ولا قوة ولا اقتصاديا، ولكن الإيمان والإرادة الراسخة في استرجاع الحق أقوى من سلاح الدمار الشامل. حقا إسرائيل قتلت الأبرياء من أطفال ونساء وشباب وشيوخ، ودمرت المنشآت الحيوية وهدت البيوت على رؤوس المدنيين، ولكنها لم تنل من عزيمة المقاومة التي ظلت شامخة تهدد وجود الكيان الصهيوني ولو أن الأنظمة العربية خذلتها وأساسا دول المحور والجوار وفي المقدمة جمهورية مصر العربية أم الدنيا حيث أن الشعب العربي المصري هو المحرك الأساس لشعوب الدول العربية والإسلامية، وأعتقد أن الشقيقة مصر ضيعت فرصة لا تعوض في استنفار دورها الريادي في المنطقة، وبالتالي تكسب قلوب شعوب العالم العربي والإسلامي والدول المحبة للسلم والفرصة لازالت أمامها لتعوض ما فات إن هي ساندت الشعب العربي الفلسطيني في محنته وفق شروط المقاومة، وهذا ليس بعزيز على فخامة الرئيس المصري المارشال السيسي، والحكومة المصرية من خلال الشعب المصري العريق والجيش المصري العتيد، الذي رفع رأس المواطن العربي عاليا في حرب أكتوبر 1973. وعلى كل حال، الحرية ثمنها غال جدا، وهو الثمن الذي تدفعه المقاومة وهي صامدة صابرة من غير ملل أو عناء أو استسلام، غايتها الحرية والاستقلال، وسيادة كاملة تساهم برأيها داخل المجتمع الدولي كدولة ذات سيادة، عضو كامل العضوية في الهيئات الدولية والجهوية والإقليمية. ورجائي أن تفطن الأنظمة العربية بمخطط الصهيونية العالمية حتى لا يفعل بها كما فعل السبع بالثيران الثلاثة، وخلاصة القول أن العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة كان الهدف منه هو نسف المصالحة الفلسطينية-الفلسطينية، ولكن المخابرات الإسرائيلية أخطأت في الحساب ووجدت نفسها أمام مقاومة لا تقهر والكل مستعدا إما الحرية أو الشهادة. أما دموع الأمهات ودم الشهداء فقد جعلا من المواطن الفلسطيني صخرة قوية لا يضاهيها سلاح الدمار والخراب والانتقام الشديد الذي مارسته إسرائيل على شعب قطاع غزة، وأن قساوة القتل والدمار من جانب إسرائيل على الشعب الغزاوي قد فاق جرائم الإبادة والجرائم ضد الإنسانية بدرجة عالية، أي تجاوز الخطوط الحمراء في هذا الصدد ب 180 درجة.