استولى مقاتلو تنظيم "الدولة الاسلامية" ، مساء الاحد، على كنيسة "مار بنهام" القديمة، التي تقع على بعد 10 دقائق من مدينة قراقوش العراقية، بحسب ما أفاد رهبان كاثوليك الاثنين. وتأتي العملية بعد يوم واحد على انتهاء المهلة التي حددها التنظيم للمسيحين الذين غادروا المدينة بعد التحذير.
وأعلن التنظيم، الذي يسيطر على مناطق واسعة في شمال وشرق وغرب العراق، قيام ما اسمها "الخلافة الاسلامية" أواخر يونيو/حزيران، وبايع زعيمه أبوبكر البغدادي خليفة للمسلمين.
وقال مطران الاساقفة السريان الكاثوليك في الموصل يوحنا بيتروس موشيه أن مبعوثين من قبل "الخلافة الاسلامية" فرضوا على بعض الاساقفة والعائلات المقيمين داخل الكنيسة مغادرتها على الفور وتسليم مفاتيحها إليهم.
ولم يتم تأكيد أي أخبار اخرى مما حدث داخل الكنيسة، وسط مخاوف من ارتكاب المتشددين أفعال تخريب وتدنيس لاماكن العبادة بداخلها عقب ارتكاب مقاتلي التنظيم لأفعال مماثلة في أماكن عبادة مسيحية أخرى سقطت في ايديهم.
لكن رجل دين مسيحي، رفض الكشف عن هويته، قال ان "مسلحي (الدولة الاسلامية) اقتحموا كنيسة مار بهنام في منطقة الخضر (15 كلم جنوب شرق الموصل) واستولوا على الدير وطردوا القساوسة منه".
وأضاف ان "المسلحين قالوا للقساوسة هناك (لم يبقى مكان لكم بينا وعليكم المغادرة فورا)".
وقال ان "القساوسة حاولوا اخذ بعض حاجياتهم، لكنهم منعوهم، وقالوا لهم تخرجون بملابسكم وترحلون من هنا مشيا على الاقدام".
واجبر رجال الدين على السير الى مدينة قراقوش، على مسافة اكثر من عشر كيلومترات، قبل ان تأتيهم قوة من البيشمركة لتنقلهم الى مناطق خاضعة لسيطرتهم.
وفي قراقوش، فاقمت أخبار سيطرة "الدولة الاسلامية" عليها من مخاوف السكان المحليين، الذين تعتنق غالبيتهم الديانة المسيحية.
وقال نزار سمعان، مساعد المطران موشيه" ان المجتمع الدولي يمارس سلبية مزعجة تجاه ما يحصل في المنطقة. يجب عليهم ان يخرجوا بتصريحات لا تقبل الشك حول ما يحدث لنا بدلا من تبني مواقف المائعة".
وأضاف "على سبيل المثال ينبغي اعتبار تلك المجموعات المتطرفة منظمات ارهابية يجب حظرها من قبل جميع الجهات الدولية، كما ينبغي ايضا فضح الدولة التي تقدم لها الدعم العسكري والمالي. نحن متأكدون من أن أجهزة الاستخبارات تعلم تماما من أين تأتي الاسلحة والأموال، وإذا تم ايقافها لشهر واحد لن يمتلك هؤلاء أي قوة على الاطلاق".
وأشار سمعان إلى انه من الضروري الزج بقيادات السنة ضمن جهود لعزل الجماعات الجهادية "نشر الاعلان عن ادانة الحكومات المسلمة تجاه تلك الجماعات على شبكة المساجد في تلك الدول سيساهم بشكل كبير في التقليل من تأثيرها".
والكنيسة، المخصصة للشهيد الاشوري الأمير بهنام وشقيقته سارة، هي أحد أقدم دور العبادة للمسيحية السريانية على الاطلاق.
وهرب المئات من المسيحيين من اهالي مدينة الموصل العراقية اثر انذار وجهه تنظيم "الدولة الاسلامية" الذي يشن هجوما كاسحا على مناطق متفرقة في شمال وغرب البلاد .
وكان بطريرك الكلدان في العراق والعالم لويس ساكو قال، مساء الجمعة، "لأول مرة في تاريخ العراق، تفرغ الموصل الان من المسيحيين"، مضيفا ان "العائلات المسيحية تنزح باتجاه دهوك واربيل" في اقليم كردستان العراق.
وقال ساكو ان مغادرة المسيحيين، وعددهم نحو 25 الف شخص، لثاني اكبر مدن العراق التي تضم نحو 30 كنيسة يعود تاريخ بعضها الى نحو 1500 سنة، جاءت بعدما وزع تنظيم "الدولة الاسلامية" الذي يسيطر على المدينة منذ اكثر من شهر بيانا يطالبهم بتركها.