بلغ عدد حرائق الغابات المسجلة على الصعيد الوطني، منذ بداية 2011، وإلى غاية 18 غشت الجاري، 360 حريقا دمرت 2188 هكتارا من الغطاء النباتي، 80 في المائة مكون من الأعشاب الثانوية وسهوب الحلفاء، و20 في المائة من أصناف الأشجار. واستعرت حرائق الغابات خلال شهري يوليوز وغشت، بتزامن مع تصاعد موجة الحرارة، إذ التهمت ألسنة النيران مساحات مهمة من الغطاء النباتي في كل من شفشاون، والعرائش، وتطوان، وطنجة، وتارودانت وأكادير، وتيزنيت. وسجل فؤاد عسالي، رئيس مصلحة وقاية الغابة بالمندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر، حصول تراجع كبير على مستوى المساحة المتضررة من الغطاء النباتي المكون من أصناف الأشجار، بفضل تعبئة ونجاعة تدخلات كافة الفاعلين لإخماد الحرائق في الوقت المناسب، والحد من انتشارها. وأوضح عسالي أن المساحة المتضررة من الغطاء النباتي المكون من الأشجار بلغت العام الماضي 1082 هكتارا، مقابل 446 هكتارا خلال هذه السنة، ما يبرز فعالية التدخلات السريعة للحيلولة دون وصول ألسنة اللهب إلى الأشجار، إذ يجري حصرها بسرعة بفضل التدخل الجوي بالطائرات، وكذا التدخل البري من قبل عناصر المياه والغابات، والوقاية المدنية، والدرك الملكي، والقوات المساعدة، والإنعاش الوطني، والسلطة المحلية. وحدد رئيس مصلحة وقاية الغابة المناطق، التي تمركز فيها أكبر عدد من الحرائق خلال هذا العام، في منطقتي الريف (شفشاون والعرائش وتطوانوطنجة)، والجنوب الغربي (تارودانت وأكادير وتيزنيت وأيت باها). وأعلن فؤاد عسالي أن أكبر عدد من الحرائق سجل بمنطقة الناظور (35 حريقا)، تليها طنجة (32 حريقا)، في حين حصرت أكبر مساحة متضررة في كرسيف، إذ تضررت مساحة 500 هكتار في 11 حريقا. وفي آخر حريق اندلع، صباح الأربعاء المنصرم، في غابة الكيتان، على بعد حوالي 5 كلم عن مدينة تطوان، عبأت فرق التدخل 5 طائرات لإخماده، وتمكنت من السيطرة عليه، بعدما أتى على 6.5 هكتارات من الغطاء النباتي المكون من الصنوبر الحلبي والأعشاب الثانوية. يذكر أنه في إطار استعدادات المندوبية السامية للمياه والغابات لموسم حرائق الغابات، جرى هذه السنة تعزيز العنصر البشري، مقارنة مع السنة الفارطة، إذ جرى الانتقال من حوالي 600 حارس جندوا سنة 2010، إلى 820 حارسا غابويا هذه السنة، لضمان إطلاق إنذار الحريق قي أقرب وقت، حتى يكون الحد من انتشار الحريق، وتطويقه في الوقت المناسب. كما جرى الرفع من عدد أبراج المراقبة، إلى جانب إطلاق حملة تحسيسية واسعة على الصعيد الوطني، للتحسيس بأهمية الغابات، والحفاظ عليها، وتجنب أسباب الحريق بها. وجرى، أيضا، إضافة 12 وحدة تدخل على المستوى البري، تابعة للمندوبية السامية للمياه والغابات، بعدما كان العدد ينحصر في السنة الماضية في 75 وحدة.