علمت "المغربية" من مصادر مطلعة أن تحريات مصالح الدرك الملكي، بخصوص الحرائق الغابوية، التي استعرت في الآونة الأخيرة، أفضت إلى اعتقال راعي ماشية، متهم بالتسبب في اشتعال حريق غابة مسكينة بجماعة أمسكرود وذلك بضواحي أكادير، يوم الثلاثاء المنصرم، والذي تسبب في تدمير 180 هكتارا من الغطاء النباتي. وذكرت المصادر ذاتها أن عناصر الدرك اعتقلت، أيضا، نهاية الأسبوع المنصرم، 3 أشخاص، يشتبه في تورطهم في اندلاع حريق غابة الدريوش، يوم الأربعاء الماضي، الذي دمر حوالي 40 هكتارا. وأفادت المصادر ذاتها أن التحقيق كشف أن المتهم الأول، 50 سنة، كان يرعى ماشيته بغابة مسكينة، وأوقد نارا في كانون بغرض إعداد الشاي، وأثناء ذهابه لاسترجاع ماشيته التي ابتعدت عنه، تطايرت شظايا من الكانون، مشيرة إلى أنه عند عودته، وجد النيران مشتعلة في الغطاء النباتي الكثيف بالمنطقة، ولم يتمكن من إخمادها، فلاذ بالفرار. وبحسب المصادر ذاتها، فإنه سيجري إحالة المتهمين على القضاء بتهمة التسبب في إضرام النار بالغابة، بعد انتهاء التحقيق معهم. وكانت فرق التدخل البرية والجوية بذلت منذ يوم الثلاثاء المنصرم، مجهودات جبارة لإخماد حريق غابة مسكينة، وتمكنت من السيطرة عليه بشكل كلي، مساء يوم الخميس المنصرم، بعد ما أتى على 180 هكتارا من الغطاء النباتي. وقال فؤاد عسالي، رئيس مصلحة حماية الغابات بالمندوبية السامية للمياه والغابات، إن فرق التدخل البري والجوي، تمكنت من تطويق الحريق حوالي السابعة مساء، رغم الصعوبات التي واجهتها، المتمثلة في وعورة التضاريس، وحساسية الغطاء البناتي، والرياح القوية وارتفاع موجة الحرارة، التي وصلت إلى 48 درجة. وأشار عسالي إلى أن المساحة المتضررة من الأشجار المكونة من العرعار والأركان، بلغت 30 في المائة، من مجموع المساحة المتضررة، في حين أن 70 في المائة منها تتكون من طبقة عشبية، وأشجار ثانوية، بفضل نجاعة التدخل، للحد من انتشار الحريق وزحف النيران، نحو الغطاء النباتي المكون من الأشجار. وذكر فؤاد عسالي، في تصريح ل "المغربية"، أنه جرى الاستعانة بأربع طائرات من نوع "تروش" ذات حمولة متوسطة، تابعة للدرك الملكي، وطائرة من نوع كنادير ذات حمولة كبيرة تابعة للقوات الجوية الملكية، للوصول إلى مختلف بؤر الحريق. وأعلن رئيس مصلحة الغابات أن فرق التدخل البري، التي تشكلت من عناصر المياه والغابات، مدعومة بعناصر الوقاية المدنية، والقوات المسلحة الملكية، والقوات المساعدة، والدرك الملكي، والسلطات المحلية، ومتطوعين من الدواوير المجاورة، عملت هي الأخرى بشكل متواصل طيلة 48 ساعة، منذ اندلاع الحريق لتطويقه. وذكر رئيس مصلحة الغابات بالمندوبية السامية للمياه والغابات، أنه جرى إخماد كذلك الحريقين الغابويين اللذين اندلعا، يوم الأربعاء الماضي، بكل من الجماعة القروية الدريوش، وعمالة تاونات، مشيرا إلى أن الحريق الأول دمر حوالي 40 هكتارا، والثاني أتى على 61 هكتارا. يذكر أن عدد الحرائق الغابوية، بلغ منذ بداية السنة، وحتى 8 شتنبر 2011، 387 حريقا غابويا على المستوى الوطني، أدى إلى تدمير مساحة إجمالية تصل إلى 2600 هكتار.