بحماس منقطع النظير، يعمل الطبيب النرويجي مادس غيلبرت على معالجة جرحى العدوان الإسرائيلي على غزة، ويتنقل بلا كلل بين جنبات مستشفى الشفاء لمعاينة أجساد الأطفال المتهتكة جراء القصف، دون أن يوقفه عن ذلك سوى الإدلاء بأحاديث صحافية بين الحين والآخر، يؤكد فيها قسوة ما ترتكبه إسرائيل من جرائم. قدِم غيلبرت إلى غزة في اليوم الثاني للعدوان، وكان قد فعل الأمر ذاته في الحربين السابقتين لإسرائيل على القطاع، وأمضى 3 أسابيع كاملة عام 2009، أجرى فيها العشرات من العمليات الجراحية، خلال الحرب التي أسمتها إسرائيل "الرصاص المصبوب". أصبح وجه غيلبرت مألوفاً بين العاملين في المستشفى والصحافيين المتواجدين داخله، بل وحتى الزوار الذين يشعرون بالامتنان تجاه الرجل لما يقدّمه من خدمات، بينما يؤكّد هو أنه يؤدي واجبه، ويتمنى أن يأتي اليوم الذي تطأ قدماه أرض غزة زائراً فقط، لا طبيباً يمضي جل وقته في المستشفى. يبدو الغضب واضحاً على ملامح وجه غيلبرت، وهو يتحدث ل24 واصفاً ما يجري من قصف ب "الأمر المروّع"، وقال في حديث مقتضب إن إسرائيل تستخدم أسلحة فتاكة في قصفها، ما يجعل الإصابات خطيرة جداً، ويلجأ معها الأطباء لبتر الأجزاء المصابة. وأضاف الطبيب النرويجي المتخصص في الطب والجراحة: "لا يمكن عبر الأشعة معاينة أماكن الإصابة، ومع مرور الوقت يعاني المصابون من نزيف حاد، نضطر معه لبتر الجزء المصاب، ضماناً لعدم انتشار النزيف في الجسد". ويؤكد غيلبرت أن مستشفيات قطاع غزة تعاني من ضعيف شديد في الإمكانات، ولا يمكنها التعامل مع الحالات الكثيرة من المصابين جراء القصف الإسرائيلي، مشيراً إلى أن حال مستشفى الشفاء لم يتغير منذ الحرب التي شنتها إسرائيل عام 2009، وهو أمر اعتبره مثير للأسف، في ظل التهديدات المستمرة لغزة. واستنكر الطبيب النرويجي استهداف إسرائيل للمدنيين في قصفها، مؤكداً أن كل شخص يقيم في غزة معرض للموت في أية لحظة، وطالب حكومات العالم بالتحرك لإنقاذ المدنيين الفلسطينيين، وتجنيبهم ويلات الحروب التي لا تتوقف في غزة.