برز الباحث الاكاديمي في البروباكاندا و صناعة الرأي العام أمين صوصي علوي كأحد اهم الباحثين و الاكاديميين البارزين الذي شد انتباه الشباب العربي سواء عبر لقاءاته التلفزيونية او صفحته الفايسبوكية التي يهتم بها كثيرا و تلقى تجاوبا منقطع النظير بينه و بين المعجبين بها، و بعتبر الرجل فعلا مرجعا تاريخيا في ميدانه حيث يتوفر على عدد هائل من المعلومات المنشورة و المسربة عن اجهزة الاستخبارات الدولية. مع انطلاق الثورات العربية وضع الباحث نفسه في خندق المحاربين للربيع العبري كما وصفه مما جعل العديد من الشباب خاصة الثوري منه يتخذ منه مواقف سلبية باعتبار الرجل كان سباقا لاتهامهم بالعمالة و التدرب خارج الاوطان لتأليب الرأي العام و تهييج الجماهير و هي التهمة التي نفوها عن انفسهم. من خلال الكثير من اقاويل و تحليلات الباحث أمين صوصي علوي يبدو ان الرجل يبني استنتاجاته من خلال الوثائق التي يقول أنه يحصل عليها و يحللها انطلاقا من رصد الاحداث و هو ما يجعله يتنبأ بالعديد من الأحداث التي ستقع و التي هي مخططات في مجملها لضرب العالم العربي و تقسيمه و تفتيته الى كانتونات عن طريق الثورات العربية الاخيرة و عن طريق ما يسمى بالفوضى الهدامة كما يدعوها، و التي تتخذ الجماهير التي صنعت توجهاتهم من خلال الاعلام و الشباب المدرب و الاجهزة المخابراتية ادوات تنفيذية للمشروع العالمي الامريكي الجديد القديم. طبعا من التحري العلمي أن يقف المنصف على اقوال امين صوصي العلوي و معارضيه موقف الشك و الاحتمال و نسبية الصواب و الخطأ عند كليهما، لكن الباحث امين العلوي من خلال منشوراته لم يعد يرى نسبية في اقوله، بل اصبح يتحدث بالوثوقيات مرتكزا كما يقول على الوثائق التي تحت يديه و على ما يحدث على الارض من ممهدات للمخططات القادمة الحدوث، بعيدا عن الخطابة و العاطفة و الاوهام، بل ان الباحث ينشر في صفحته كل مقال ليقول انظروا ها هو مقال او حدث يؤكد اقوالنا القديمة و يحتفي بذلك مزهوا بانتصارات تحليلاته و من هذا اغتنم الفرصة لتوجيه تساؤلات للباحث: ألا ترى ان تحليلاتكم قد جعلت من امريكا و النظام العالمي إله اذا ما قال للشيء كن يكون؟ اين ارادة الله من كل هذا؟ ألا ترى ان العلم و تاريخه لم يؤمن يوما بالوثوقيات و ان المنهج العلمي في العلوم الانسانية يلزمه وضع احتمالات و ممكنات متعددة؟ تقول ان الثورات العربية قام بها شباب درب في النمسا و تركيا، اقول لسيادتكم اننا في الحالة المغربية نعرف جل الشباب الذي قاد الحراك و نظر له و نعرف انهم لم يغادروا ارض الوطن من قبل و ليسوا ممن يورط في عمالة اجنبية، و على فرض ان هناك شباب مدرب في البلدان الاخرى و حتى في المغرب، هل نحن في العالم العربي نمتلك شعوب تستجيب لشباب في خرجات قد تودي بحياتها؟ أليس هذا استصغار للجماهير التي شاركت و هي نخبة الشعب و لفهمها و لتقديرها للأمور، خاصة ان العامة كانوا مع الانظمة او حايدوها اتقاء لشرها؟ تقول انك تعتمد في تحليلاتك و استنتاجاتك و توقعاتك على وثائق و ما تنشرهرجالات المخابرات و المؤسسات الكبرى في العالم كراند و غيرها، ألا تظن معي ان هؤلاء الناشرون الذين يتبعون لحاملي مشروع التقسيم العربي و المشعلون للثورات العربية غباء منهم ان ينشروا ما سيفضح مخططاتهم خاصة ان هناك من المحللين من يفهم مقصدها من اثالكم و ما تقولون به؟ تقول ان قيام الثورات بشكل متزامن دليل كبير على المؤامرة، اقول أليست هناك ثورات عربية قامت بشكل منفرد خلال كل العقود الماضية بعد الاستقلال و تغيرت انظمة و اطيحت بأخرى و كان منها ما تم بشكل متزامن؟ ألا ترى ان الانظمة القائمة اليوم العميلة بشكل او بآخر لأمريكا و نظامها العالمي او لنقل المتحالفة معها على الاقل، هي اضمن و أجدى و اكثر تحقيقا للمصالح الامريكية العالمية من انظمة قد لا تعطي ما تعطيه القائمة حاليا؟ ثم ماذا فعلت الانظمة القائمة ضدا على المصلحة الامريكية حتى تثير الناس عليها؟ تقول أن هناك دولة او نظاما او كيانا كبيرا سيقوم في المنطقة العربية بديلا لإسرائيل تبقى فيه اسرائيل حاكمة مع تغيير اسمها و العاصمة هي القدس، ألا تظن ان التقسيم قد لا يؤدي بالضرورة الى كيان كهذا و ان التقسيم اجدى للنظام العالمي من كيان كبير؟ ثم أليس من شأن قيام كيان كهذا تأليب تحالف ضد اسرائيل التي لن تتوفر لها شرطة حدود كالذي توفره لها الانظمة العربية المجاورة؟ ألا ترون انكم النسخة العلمية و الاكاديمية للأصل الديني الذي يقول ان الخروج على الحاكم حرام حتى بالمظاهرات؟ اخيرا أقول انه اذا كنتم تعرفون المخططات و تتكهنون بالنتائج و في نفس الوقت تختلفون مع الانظمة القائمة اليوم، فما هو بديلكم الذي تطرحونه لوقف المخطط العالمي و في نفس الوقت لاصلاح البلدان العربية التي يجمع الكل على فساد انظمتها؟
هذه التساؤلات و غيرها اطرحها ليس فقط للباحث امين صوصي علوي و لكن لكل المفكرين و الاكاديميين حتى لا تترجح نظرية ان العرب بين خيارين الواحد أسوأ من الآخر و ان عليهما اختيار الاقل سوء و الذي هو الانظمة القائمة، و كأننا لا نستحق عيشا افضل.