اختتمت، مساء أمس السبت بكل من مدينتي الجديدةوأزمور، فعاليات الدورة الرابعة للملتقى الدولي لفن الملحون "ملحونيات" التي نظمت ما بين 3 و5 يوليوز تحت شعار "فن الملحون في رحاب الحبيب عليه أزكى الصلوات والسلام". وعرفت هذه الدورة، التي شارك فيها أزيد من 120 فنانا من المغرب ولبنانوتونس والجزائر، إقبالا مكثفا من قبل الساكنة المحلية وزوار المدينتين، حيث استمتعوا بعروض متميزة في فن الملحون بكل تجلياته وتعبيراته الصوتية، والموسيقى والإنشاد الروحي والفن الشعبي الجزائري والفتلة المولوية وأناشيد وموشحات دينية وأمداح نبوية. وتميز هذا الملتقى الروحي، الذي احتضنت فقراته فضاءات أثرية كفضاء "إبراهام مولنيس" بأزمور، وحديقة محمد الخامس بالجديدة، بتنظيم "ليلة الرسالة المحمدية" من إنشاد فرقة طرابلس للإنشاد التراثي والفتلة المولوية من لبنان، إلى جانب جوق عبد الكريم الرايس لطرب الآلة برئاسة محمد بريول من فاس في صنائع من نوبة رمل الماية، وليلة "خلوق المصطفى"، أحيتها مجموعة محمد العفريت من تونس والجوق الوطني لفن الملحون صحبة كل من المنشد محمد العلمي من فاس ومصطفى اليوسفي من أرفود وإسماعيل الإدريسي ومحمد بن عمر الملحوني من مراكش وفرقة عبد الرحيم العمراني من فاس. واستمتع الجمهور المولع بفن الملحون في آخر ليلة من هذا الملتقى الدولي، التي افتتحتها الفنانة القديرة كريمة الصقلي بوصلات في فن الطرب الأصيل والسماع الصوفي والإبداع الأندلسي، بفقرات من هذا النمط الفني في "ليلة المحبة والشوق النبوي"، كما أتيحت لهم فرصة اكتشاف رواده بالمغرب والجزائر من خلال رائدة فن الملحون والفن الشعبي الجزائري الفنانة مريم بن علال ومنشدات فن الملحون بالمغرب كالفنانة سناء مرتحاتي من آزمور والفنانة نعيمة الطاهري من مكناس، بالإضافة إلى طائفة حمادشة من فاس. وموازاة مع هذا الملتقى، الذي نظم بمبادرة من الجمعية الإقليمية للشؤون الثقافية بعمالة الجديدة بتعاون مع عمالة الإقليم وبلديتي أزموروالجديدة، انعقدت ندوة علمية بفضاء دار السلاح بأزمور حول موضوع "فن الملحون والمديح النبوي.. بدايات التأسيس والتلقي"، سلط خلالها المتدخلون الضوء على هذا التراث الفني والروحي وأهمية الحفاظ عليه. وتروم هذه التظاهرة، التي توزعت عروضها ما بين فن الملحون والموسيقى والإنشاد الروحي والفن الشعبي الجزائري والفتلة المولوية، تقريب فن الملحون من الناشئة وتحبيبها الإنشاد الديني والروحي، فضلا عن المساهمة في الحفاظ على هذا التراث الفني الأصيل وتكريم رواده.