تمسك قاض اسباني اليوم الاربعاء بتهمة التهرب الضريبي الموجهة إلى كريستينا شقيقة الملك الجديد فيليبي السادس، فمهد بذلك الطريق لاحتمال محاكمتها، بعد ستة أيام فقط على تسلم القدس مقاليد العرش. وبعد أربعة اعوام من العمل الدؤوب، أنهى القاضي خوسيه كاسترو من محكمة بالما دو مايوركا في جزر الباليار تحقيقه حول قضية الفساد التي توجه فيها الى اينياكي اوردانغارين زوج كريستينا، تهمة اختلاس بضعة ملايين يورو من الاموال العامة. وقال القاضي إن كريستينا التي تبلغ التاسعة والاربعين من عمرها، تعاونت مع زوجها بطريقة "نشطة". وفي قراره المؤلف من 167 صفحة، كتب القاضي "ثمة مؤشرات كافية" تثبت ان كريستينا "قد اثرت ووفرت لزوجها وسائل القيام بذلك من خلال تعاونها الصامت". ومنذ سنتين ونصف، يواجه هذا الثنائي الذي استبعد عن الانشطة الرسمية للعائلة المالكة، فضيحة ساهمت في تقليص شعبية التاج الاسباني، حتى الخطوة غير المتوقعة التي تمثلت بتخلي الملك خوان كارلوس عن العرش في 18 حزيران (يونيو). وفي 19 حزيران (يونيو)، كانت كريستينا أبرز المتغيبين عن مؤتمر النواب في مدريد حيث وعد شقيقها الذي اقسم اليمين بالدفاع عن ملكية "نزيهة ومستقيمة وشفافة". وبالنسبة لفيليبي السادس الذي يبلغ السادسة والاربعين من العمر فإن عواقب هذه القضية ستشكل اولى العثرات امام بداية حساسة لحكمه. وما زال يتعين الانتظار لمعرفة تأثير الفضيحة على شعبية الملك. وأوجز الكاتب خوسيه ابيتسارينا مؤلف كتاب عن الملك الجديد الوضع بالقول "منذ بداية هذه القضية، نأى بنفسه، لكن لن يغيب عن اذهان الناس ان هذه هي شقيقته". واكتفى القصر الملكي بالاعراب عن "احترامه التام للقضاء". وأصدر القاضي الاربعاء حكمه النهائي في "قضية نوس"، تيمّناً باسم الشركة غير الربحية التي كان يترأسها بين نهاية 2003 و2006 اينياكي اوردانغارين البطل السابق في كرة اليد الاولمبية الذي انتقل الى عالم الاعمال. وكانت كريستينا عضواً في إدارة هذه الشركة التي أبرمت عقوداً مع السلطات في جزر الباليار وفالنسيا لتنظيم فعاليات رياضية. وقدم هذا الثنائي، كريستينا، الشقراء التي لا تفارقها الابتسامة، واينياكي الرياضي والانيق، صورة عن النجاح في ظل ملكية بقيت فترة طويلة بمنأى عن الفضائح. لذلك ثبت القاضي التهمة الموجهة الى 16 شخصا منهم كريستينا وزوجها (46 عاما) وشريكه السابق دييغو توريس، المشبوهين جميعا باختلاس 6.1 ملايين يورو من الاموال العامة عبر شركة "نوس". وستتخذ المحكمة الاقليمية وهي هيئة عليا قرار احالتهم ام لا الى القضاء بعد استنفاد دعاوى الاستئناف ومنها دعوى مدعي مكافحة الفساد الذي اعتبر المؤشرات غير كافية، ودعوى استئناف الدفاع. لكن القاضي كاسترو المعروف بنزاهته ودأبه، احدث بضع مفاجآت حتى الآن من خلال توجيه التهمة الى كريستينا ومن ثم استدعائها. وفي ربيع 2013، ألغي اول اتهام بناء على طلب النيابة. وكان القاضي اتجه انذاك نحو شكوك بالتهرب الضريبي وتبييض الاموال عبر شركة ايزون التي يمتلكها بالتساوي كل من كريستينا وزوجها والتي دخل حساباتها حوالى مليون يورو من الاموال العامة التي اختلسها اينياكي اوردانغارين. ومنذ سنة، دقق القاضي كاسترو في الحسابات والاعلانات الضريبية لكريستينا، مما ادى الى الكشف في حسابات ايزون عن نفقات مشبوهة مرتبطة بالحياة العائلية او مخصصة لتجديد الفيلا الفاخرة التي اشتراها الثنائي في برشلونة. وكتب القاضي "ثمة كمية كبيرة من الفواتير" المتصلة ب"نفقات خاصة حصرياً ونسبت الى حسابات ايزون"، ومن الامثلة العديدة التي اوردها، رحلة عائلية الى ريو دو جانيرو ب 5 الاف يورو ولوحة ب 4400 يورو. وقالت شقيقة الملك للقاضي في الثامن من شباط (فبراير) "لست على علم بذلك، زوجي هو الذي كان يهتم بذلك".