في ما مضى ، لما كان حزب العدالة والتنمية في المعارضة ، كنت أجد عند مناضليه حرقة في الكلام ، دفاعا وغيرة على مصالح هذا الوطن الحبيب ، رفضا لتمرير المغالطات على الشعب المغربي ، أما اليوم فلست أرى سوى غوغاء جهلة في المعارضة ، بقايا عصر الجهل والظلمات ، شغلهم الشاغل عرقلة الخطوة الرامية لاصلاح مسار هذا البلاد وجعله يمشي على سكة الصواب ، في اعتدال وانتظام بقدمين ، استطرادا لسياسة القدم الواحدة العرجاء ، التي جعلت من الوطن متأخرا في عدة مجالات ، يحتاج سنوات ضوئية للارتقاء الى مصاف الدول الكبرى ، واليوم ذا يتهمون أشرف الناس مما هم فيه براء ، يجعلون منهم شماعة يعلقون عليها أخطاءهم المرتكبة في زمن قد سلف ، آن كانت الأمور بين أيديهم ، اولئك هم رموز الفساد. واليوم، أصبحت بلادنا اليوم تستنشق نسيم التغيير النقي، فصارت على موعد مع ميلاد عهد جديد، وأفول أصنام زمن الفساد السحيق ، على يد رجال ونساء أحرار ، دون التاريخ أنهم من زمرة مناضلي حزب العدالة والتنمية ، فسجل التاريخ أنهم الأناس الذين صدقوا الله ورسوله ، بأن كان يقينهم التام أن الوطنية لا تتجلى في الهوية أو الانتماء وحسب ، انما هي أمانة وجب عليهم الحفاظ عليها ، منذ اليوم الذي أسندت اليهم مهمة الوصاية عليها. وكما كان حزب العدالة والتنمية في ما مضى ، الساعة كذلك هو في الموعد ، اذ ما من هنيهة تمضي ، إلا وله ادراك بقيمتها ، والتي لا يمكن أن تتوج إلا باستغلالها في العمل الهادف والجاد ، وإخراج شعب دولة من غبنه ، والتصدي لكل من سولت له نفسه بث الفوضى والعبث ، أو تهديد استقرار الروابط التي تجمع بين شرائح هذا المجتمع.لم يعتبر أعضاء حزب العدالة والتنمية يوما ، أنهم فئة منزهة عن بقية أفراد الشعب المغربي ، أو أنهم الجماعة المنفردة بسموها عن غيرها ، اذ طالما اعتبروا انفسهم جزءا لا يتجزأ من الجماهير الشعبية المغربية ، لذا كانت قناعاتهم تملي عليهم ، بأن تكون مبادئهم وقيمهم مستمدة من ثقافة هذا الوطن الحبيب ، ذي التاريخ الحافل والثقافة الزاخرة.حزب العدالة والتنمية هو ذاك الروح الطيبة ، التي أحست بخوالج المواطنين ، فلمست حجم معاناتهم والتي استمرت لأمد طويل ، فكانت غايتها لم جراحها ، وتطبيب القلوب المدمية ، وإيقاظ العقول الخدرة من دجل تجار الوهم ، انه الحزب الذي تم تأسيسه بهدف انماء البلاد ، وتحقيق تكافئ الفرص بين أفراد شعبه ، أنشئ ليكون مشعلا للرقي والازدهار ، وذاك ما هو مشتغل عليه الآن ، لا يوفر جهد تضحية في سبيل هذا البلاد ، وكذا انعتاقه من رموز الفساد ، وقطع دابر المروجين له. المفسدون ، استغرب من انعدام ضمير هذه الفئة ، وافتقارها لغيرة على الوطن ، هي قلة حياء بالفعل ، أن تخون وطنا مع العلم أنك من أبنائه ، و فوق ذلك تعترض طريق اصلاحه ، فلا أنت تفعل خيرا ولا أنت تساعد عليه ، لتأتي نهاية المطاف وتدعي أنك المصلح الأحق ، عجيب هو الزمن الذي يفتخر به المفسد بخيانته ، هو انحطاط المروءة التام. أظن أن رموز الفساد والمساعدين عليه ، يواجهون اشكالية في بصيرتهم ، لعلها غشاوة تحدهم عن رؤية الصواب ، فالشعب قد كشف ألاعيبهم ، ولم تعد تنطلي عليه أكاذيبهم ، انكشف مستورهم ورفع عنهم الغطاء، ومع ذلك لا زالوا مصرين على اكمال التمثيلية ، وممارسة سياسة الاستغباء والاستغفال على هذا الشعب الأبي ، والذي قد ولى دهر استغلاله والتلاعب بإرادته ، تلك الثقة التي منحها قبل سنتين ونيف لحزب العدالة والتنمية ، ولا زال يفعل وسيفعل ، فالشعب المغربي يعي بشكل كبير هوية الراغب في خدمته ، والتي لا يراها ممثلة سوى في حزب العدالة والتنمية .
لعقود ونحن نعاني من غياب سياسيين مثقفين ، اذ كل لم يصادف تاريخ الديمقراطية المغربية في بدايته ، سوى جماعة من المرتزقة ، المرتاعة على كواهل شرائح هذا المجتمع الضعيفة ، فكيف لنا اليوم أن نغض الطرف عن تجارب الأمس الأليمة ، مع أحفاد أبي جهل وزبانيتهم ، فنرفض فرصة اعلان مصالحة مع أنفسنا ووطننا ، بأن نضع يدنا على يد حزب العدالة والتنمية ، فنعمل معا غلى بناء مغرب جديد ، مغربي حداثي لا يشكو من اعوجاج ، رفقة مساهمة حكمة ملكية محضة. اني لأرى حزب العدالة والتنمية الطائفة الموعودة ، بتحقيق نصر كبير سيشرف صورة الديمقراطية المغربية بشكل كبير ، فيجعل معظم العالم يتغنى بها ، فهذا الوطن كان يشكو وكما قلت من ندرة سياسيين ومثقفين ، واليوم ها هي الفرصة متاحة أمامه ، بأن له أبناء مثقفين على كل الأصعدة ، أبناء حزب العدالة والتنمية ، قوم لهم ثقافة الأخلاقيات.الرحلة نحو الاصلاح طويلة وشاقة ، وحزب العدالة والتنمية قد استهل مشواره فيها ، غير آبه بما سواجهه من مصاعب أو مصائب ، كل ذاك لأن تفكيره منصب على خدمه هذا الوطن وشعبه ، لذا وجب على كل الفئات الشعبية ، أن تعمل وبإسهام في انجاح عملية هذا العبور ، وذاك عن طريق التصدي للمفسدين وعدم الانخداع بهم ، أو التصديق بلحن قولهم ، فلو كان سعيهم خيرا لبادروا اليه من قبل ، وقت كانت الدفة بين أيديهم ، لكنهم أثاروا الفوضى ومارسوا العنف ، على شعب مهضوم الحقوق فينسى المطالبة بها أو يخشاها. علينا ألا ننكر فضل هذه الحكومة ، في الدور الذي لعبته في تلقين دروس حرية التعبير ، اذ مررت ثقافته بسلاسة على الشعب ، وجعلته محورا يرتكز عليه للتواصل مع المواطنين ، علما أنه في وقت مضى ، كان ثمن التعبير عن الرأي قطع الرقاب ، وما هذه إلا مزية من بين المزايا الت اختصت بها هذه الحكومة ، والتي يقودها حزب العدالة والتنمية الهمام ، مقارنة بالمكتسبات الوفيرة التي حققها للشعب المغربي . حزب العدالة والتنمية يستحق ثقتكم أيها الشعب المغربي ، واني لا أرى سواه يستحقها ، فلا يغرنكم شيء من شياطين الانس ، الدعاة الى هوة الهلاك ، فإصلاح الوطن لا يمكن تحقيقه دون هذا الحزب . يكفينا فخرا أن شعاره كان الاصلاح ، وتنظيف ما خلفته كتل الفساد من مستنقعات ، على خلاف اولئك الذين ما ان كانت تسند اليهم المسؤولية ، حتى يباشروا بإتمام ما تركه أسلافهم من فساد.اني لا أرى نموذجا للمواطنة غير حزب العدالة والتنمية ، تاريخه وكذا أسماء أعلامه يشهدون له بذلك ، أسماء تحلت بالصبر والإيثار ، تضحية منها ووفاء لكل صغير وكبير تمثله من هذا الشعب ، فكان لا بد له من أن يستحق هذه الثقة ، ولا زال يستحقها.