أشاد وزراء الشؤون الخارجية بالدول الأعضاء بمجموعة حوار 5 زائد 5، أمس الخميس بلشبونة، بإسهام المغرب في جهود المصالحة الوطنية بمالي، وفي الجهود الرامية إلى إعادة بناء المؤسسات والاقتصاد بهذا البلد في إطار التضامن جنوب-جنوب. وتضم مجموعة (5+5) كلا من المغرب والجزائر وموريتانيا وتونس وليبيا من الضفة الجنوبية لغرب المتوسط، وإسبانيا وفرنسا وإيطاليا ومالطا والبرتغال عن الضفة الشمالية. ودعا وزراء الخارجية، في التوصيات التي توجت أشغال الاجتماع الوزاري الحادي عشر للمجموعة، المجتمع الدولي إلى مواصلة جهوده الرامية لدعم الإصلاحات في مالي. وجددوا التأكيد على دعمهم لتفعيل استراتيجيات ترمي إلى تحقيق الاستقرار ودعم التنمية في منطقة الساحل، عبر مقاربة شمولية تساهم فيها دول المغرب العربي والاتحاد الأوروبي والساحل، من أجل مواجهة التحديات المشتركة. وبخصوص الوضع في ليبيا، أكد الوزراء ضرورة، وبصفة عاجلة، إطلاق حوار وطني قادر على ضمان النظام العام والأمن، معربين عن استعداد دول المجموعة للتعاون مع ليبيا من أجل تعزيز أمن البلاد وحدودها. وفيما يتعلق بالأمن الإقليمي، اتفق وزراء الخارجية على العمل على إعداد استراتيجية تعاون منسقة ومندمجة تتماشى مع الآليات المحلية والإقليمية والدولية الجاري بها العمل، من أجل الوقاية ومحاربة الإرهاب والجريمة المنظمة بكافة أشكالها. وبخصوص الوضع في سورية، دعوا إلى إيقاف العنف، أيا كانت الجهة التي تقف وراءه، مجددين التأكيد على إعطاء الأولوية لحل سياسي متفاوض بشأنه يسمح بانتقال ديمقراطي يحترم التعدد وتطلعات الشعب السوري، ويحقق تلاحم مكوناته والوحدة الترابية للبلاد. وحول مسار السلام بالشرق الأوسط، جدد وزراء الخارجية التأكيد على موقفهم المشترك بكون تحقيق سلام منصف وشامل ودائم بهذه المنطقة، في أفق حل الدولتين، يمر عبر التفاوض بشأن كل قضايا الوضع النهائي، بما فيها القدس، باحترام حدود ما قبل 1967. وبخصوص ظاهرة الهجرة، أشاد الوزراء بالمبادرة التي أطلقها المغرب على هامش الدورة 68 للجمعية العامة للأمم المتحدة الرامية إلى إحداث "تحالف إفريقي للهجرة والتنمية". كما اتفق وزراء خارجية الدول الأعضاء بمجموعة 5 زائد 5 على النهوض بالتعاون الاقتصادي في المنطقة الأورو-متوسطية ودعم تفعيل إجراءات تسهيل التجارة، وتشجيع الاستثمارات وتنمية البنيات التحتية، بهدف تحسين تنافسية وجاذبية سائر دول المنطقة. من ناحية أخرى، نوه الوزراء بتبني شعار بصري جديد لمجموعة 5 زائد 5، مؤكدين أهميته كرمز للوحدة والقواسم المشتركة بين البلدان العشر لغرب المتوسط. وأشادوا، في هذا السياق، بالبرتغال في شخص الرئاسة البرتغالية لمبادرة 5 + 5 في مجال الدفاع، لوضعها هذا الشعار الجديد. ومكن الاجتماع الوزاري الحادي عشر للمجموعة الذي نظم تحت شعار "غرب المتوسط..تحديات مشتركة ومقاربات موحدة" من تسليط الضوء على الرهانات الإقليمية الرئيسية التي تواجهها بلدان هذه المنطقة.