يشكل الاجتماع الحادي عشر لوزراء خارجية دول غرب المتوسط "مجموعة حوار 5 زائد 5"، الذي ينعقد اليوم الخميس بلشبونة، فرصة ملائمة لتعزيز مسلسل التشاور وآليات التعاون الإقليمي المتضامن والفاعل بغية جعل المنطقة فضاء للازدهار المتقاسم. ويوفر هذا الاجتماع فرصة لإطلاق نقاش حول القضايا ذات الاهتمام الإقليمي والدولي واستكشاف سبل ووسائل تعزيز حوار 5 زائد 5 بشكل أفضل.
ويهدف الاجتماع، الذي يشارك فيه وزير الشؤون الخارجية والتعاون السيد صلاح الدين مزوار، إلى إعطاء دفعة جديدة للعلاقات الأوروبية المغاربية، ومساءلة كافة شركاء حوار 5 زائد 5 بشأن مجالات التعاون الكفيلة بتعزيز التوافقات وتدعيم الاندماج الإقليمي.
ويتمحور هذا الاجتماع، الذي ينعقد تحت شعار "الفضاء الغرب متوسطي: تحديات متقاسمة ومقاربات مشتركة"، العديد من القضايا التي تهم الأمن والاستقرار في الفضاء الغرب متوسطي والتنمية الاقتصادية والاجتماعية والبيئة والطاقة والتحولات المناخية، وكذا تعزيز الحوار داخل مجموعة 5 زائد 5.
وخلال الاجتماع السابق الذي انعقد بنواكشوط في أبريل 2013، تم التركيز على أهمية الحوار 5 زائد 5 كنواة صلبة للتعاون كفيلة بتعزيز التكاملات والتضامن بين ضفتي غرب المتوسط.
وانطلاقا من القناعة بالمصير المشترك الذي يربط شعوب البلدان الأعضاء ضمن مجموعة الحوار 5 زائد 5، مكن هذا اللقاء من تجديد تأكيد التشبث بالديمقراطية والتنمية الاقتصادية المتوازنة والمستدامة والمتقاسمة، والتي تشكل عنصرا أساسيا لتحقيق الاستقرار والسلم بالمنطقة.
وبالنظر لكون الاستقرار والأمن يعدان ملكية مشتركة وغير قابلة للتجزيء بالنسبة للمنطقة الأورو متوسطية، فقد تم التركيز على الحاجة إلى مواصلة تعزيز وتوسيع هذا التعاون في مجال الأمن الإقليمي، من أجل مواجهة التحديات المشتركة، من خلال شراكة تتزايد قوتها وتساهم في تحقيق جوار استراتيجي.
وكان المغرب، العضو الفاعل ضمن هذه المجموعة، قد احتضن الاجتماع السادس لوزراء الشؤون الخارجية يومي 20 و21 يناير 2008.
ويشكل المغرب، خاصة بفضل مناخ الاستقرار الذي ينعم به والإصلاحات الهيكلية المتعددة التي تشمل مجموع قطاعات النشاط وكذا سياسة الانفتاح التي ينهجها ونموه المدعوم، فاعلا نشيطا ولا محيد عنه بالمنطقة.
وتحتل المملكة فضلا عن ذلك مكانة هامة على الساحة الإقليمية، كما تضطلع بدور متميز في تدعيم التعاون بين الشمال والجنوب.
وتضم مجموعة الحوار 5 زائد 5 كلا من المغرب والجزائر وموريتانيا وتونس وليبيا بالضفة الجنوبية لغرب المتوسط، وإسبانيا وفرنسا وإيطاليا ومالطا والبرتغال بالضفة الشمالية.
وتهدف المجموعة، التي تأسست في 1990 بروما، إلى تكثيف التشاور بين البلدان الأعضاء والنهوض بالتعاون الإقليمي وتعزيز الحوار السياسي وتحقيق توافق حول المقاربات المتعلقة بالقضايا والإشكاليات ذات الاهتمام المشترك.