قتل 46 شخصا في تفجيرين بسيارة مفخخة، الثلاثاء، في سوق مكتظ في مدينة جوس بوسط نيجيريا، فيما وافق البرلمان على تمديد حالة الطوارىء في شمال شرق البلاد الذي يشهد تمردا تقوم به جماعة بوكو حرام الاسلامية المسلحة. وصرح المتحدث باسم حاكم المنطقة بام ايوبا "ان العشرات قتلوا ومعظمهم من النساء... ونقل الضحايا الى المشرحة في المستشفى التخصصي في ولاية الهضبة ومستشفى جامعة بينغهام التعليمي".
وقد استهدف الهجومان سوقا مكتظة في مدينة جوس بحسب ما افاد مسؤول عسكري محلي. وقال بام ايوبا في وقت سابق "وقع تفجيران منفصلان في سوق نيو ابوجا حوالى الساعة 15:00 بالتوقيت المحلي (14:00 ت غ).
وقال كينغسلي اغبو من القوة العسكرية "تاسك فورس" لولاية الهضبة، عاصمتها جوس، "ان التفجير الاول ناجم عن شاحنة مفخخة" والثاني حافلة صغيرة مفخخة".
وولاية بلاتو تشكل الحدود بين الجنوب المسيحي والشمال المسلم بغالبيته في البلاد.
وفي شهر اوقع هجومان بسيارة مفخخة نحو مئة قتيل في ابوجا العاصمة الفدرالية (على بعد 300 كلم الى جنوب غرب جوس). وتبنتهما جماعة بوكو حرام الاسلامية التي يشكل شمال شرق البلاد معقلها.
من جهة اخرى صوت اعضاء مجلس الشيوخ بالإجماع، الثلاثاء، كما فعل النواب الاسبوع الماضي على تمديد حالة الطوارى في ولايات يوبي واداماوا وبورنو (شمال شرق).
وهذا التدبير كان ساريا منذ عام في هذه الولايات. وفي ولاية بورنو خطفت جماعة بوكو حرام في منتصف نيسان/ابريل اكثر من مئتي تلميذة. واثارت عملية الخطف تعبئة دولية واسعة للافراج عنهن.
وكان الرئيس النيجيري غودلاك جوناثان، الذي واجه انتقادات كثيرة لفساد ادارته وعجزه على انهاء التمرد، طلب تمديد حالة الطوارىء ستة اشهر اضافية بعد ان عبر عن قلقه على الضحايا المدنيين الذين يتزايد عددهم واصفا العنف في الولايات الثلاث ب"المخيف".
وفي 14 ايار/مايو 2013 ترافق فرض حالة الطوارىء في شمال شرق البلاد مع هجوم عسكري واسع على بوكو حرام.
وانتشر الاف الجنود وفرض حظر التجول وقطعت شبكة الهاتف الجوال لتعقيد تنظيم هجمات جديدة ما اسهم في زيادة عزلة منطقة تفتقر كثيرا للخطوط الثابتة ولوسائل النقل.
وكان الجيش النيجيري اعتبر في البداية ان تدخله ناجح، مؤكدا انه شل حركة الاسلاميين في المدن الكبرى وصدهم الى مناطق نائية.
لكن هجمات بوكو حرام تكثفت في نهاية المطاف واصبحت شبه يومية مستهدفة اكثر فأكثر المدنيين حتى انها طالت في الاسابيع الاخيرة ابوجا وكانو.
ومنذ بداية السنة اسفرت هجمات بوكو حرام عن سقوط اكثر من الفي قتيل غالبيتهم من المدنيين.
وبموافقتهم على الطلب الرئاسي، قال اعضاء مجلس الشيوخ انهم "يستقبلون بالترحاب ويوافقون على دعم المجتمع الدولي".
وقد ارسلت الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا وإسرائيل خبراء ووسائل مادية للمساعدة على العثور على التلميذات اللواتي خطفتهن بوكو حرام من مدرستهن في شيبوك في 14 نيسان/ابريل.
ودعا اعضاء مجلس الشيوخ ايضا جوناثان الى "توسيع هذا التعاون للقضاء على الارهاب بصورة عامة في نيجيريا"، مطالبين "بالقيام بعملية عسكرية شاملة طويلة للقضاء على المتمردين".
وقال نامادي اوباسي، المتخصص بشؤون نيجيريا في مجموعة الازمات الدولية، مؤخرا "من الصعب القول ما هي الجوانب الايجابية" في حالة الطوارىء، مضيفا "انها بالأحرى عمل سياسي، لإظهار ان خطوات قد اتخذت، بدون اهمية عسكرية حقيقية".
وبدا اعضاء مجلس الشيوخ مدركين، الثلاثاء، لضرورة تشجيع التنمية في شمال شرق البلاد من اجل معالجة اسباب التطرف بين المسلمين الذين يشكلون غالبية في الشمال حيث الفقر يعتبر عاملا اساسيا يدفع الشباب العاطلين عن العمل باتجاه بوكو حرام.
ودعا اعضاء مجلس الشيوخ "الحكومة الفدرالية بالتعاون مع حكومة الولاية لاقتراح خطة للتنمية الاقتصادية على طراز خطة مارشال لتحفيز الاقتصاد في الولايات المعنية".
ويوم السبت وعدت نيجيريا والدول المجاورة لها (بنين والكاميرون والنيجر وتشاد) اثناء قمة عقدت في باريس بتحسين تعاونها بما في ذلك عبر تبادل المعلومات الاستخباراتية لمكافحة جماعة بوكو حرام التي تهدد استقرار المنطقة.