للاسف الشديد ان كثير من الاشخاص ينتهجون في حياتهم منهج تسقيط الاخر من خلال محاربته محاربة نفسية خوفا من اي نجاح ممكن ان يحقق الطرف المقصود محاولين بصورة او باخرى اي يزعزعوا ثقته بنفسه حتى وان كان لاينافسهم على ايا من الامكانات والمسؤوليات الموكلة اليهم . اصبحت هذه الظاهرة منتشرة بل حتى انها اصبحت وسيلة يتبعها عددا ليس بالقليل من (المتملقين ) لتكون لهم سلاحا بائسا في محاربة زملائهم في العمل او منافسيهم ، وليبرهنوا عن عجزهم في الوصول الى طموحاتهم من دون الصعود على اكتاف غيرهم وتسقيطهم ، او من دون ان يجتهدوا ليرتقوا ويصلوا الى غاياتهم . ومن الجدير بالذكر ان هذا الاسلوب يتبع من قبل اشخاص لايمكن تصديق انهم ضعاف النفوس فاما ان يكونوا اشخاص يتمتعون باخلاق ظاهرها حقيقي وباطنها مزيف او انهم يتسلمون منصبا لايحتاجون الى ممارسة هكذا افعال تحط من شخصية فاعليها ، ليكونوا كالتماسيح يصطادون بالماء العكر ويستغلون اي هفوة او تصرف عفوي يقوم به اي شخص ليتخذها فرصة له للصعود على حساب غيره . ان هذه الاساليب تكشف حقيقة شخصية الانسان الذي يتبعها لاسيما وانها من الممكن ان تكتشف بسرعة ليبرهن عن مدى ضعف شخصيته وقلة ثقافته وانعدام اخلاقه التي تصور له ان هكذا اساليب مريضة من الممكن ان تؤثر على غيره ، بل على العكس ان هكذا امور ربما تنفع الشخص المقصود بالتسقيط من خلال تسليط الاضواء عليه واكتشاف مهاراته التي تخوف المتملق منها . وللاسف الشديد ان هذه الظاهر تنتشر بصورة واضحة بين اوساط المسؤولين ، ومما زاد الطين بلة اهمال هؤلاء المسؤولين اللا مسؤولين وتصديقهم لواقع خيالي تسبب بانتكاسة جميع المرافق الحياتية للبلاد والتي منها الواقع الصحي الذي تراجع من خلال انتشار ظاهرة الرشوة والفساد بصورة اكبر مما كانت عليه . وتخلف الواقع الخدمي في الادارات العمومية التي اكتضت بالمواطنين الفقراء الذين يتحملون انواعا من الذل والمهانة في سبيل انجاز معاملاتهم قال الله في كتابه الكريم " لايغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسه" ومن هنا ندعو من الله ان يمن على ضعاف النفوس من المتملقين بالكف عن العبث بحرمات الغير وتسقيطة وقطع رزقه مؤكدين على امر واحد ان كان مديرك لا يرى فان الله يعلم ويرى.