قال السيد صلاح الدين مزوار وزير الشؤون الخارجية والتعاون، في كلمته التي ألقاها اليوم الجمعة 09 ابريل 2014 خلال أشغال الدورة 32 لمجلس وزراء خارجية اتحاد المغربي العربي . إن حصيلة ربع قرن من العمل المغاربي المشترك تظل دون مستوى تطلعات الشعوب المغاربية في التنمية وتحقيق حلم الاندماج والتكامل الاقتصادي، والمؤسساتي المنشود. رغم الإطار القانوني والمؤسساتي الطموح الذي تضمنته معاهدة مراكش، والآليات التنظيمية البناءة التي وضعت في سبيل تحريك عجلة الاتحاد . مؤكدا انه ينبغي امتلاك الطموح لجعل الاتحاد المغاربي عنصرا فاعلا في الساحة الدولية والإقليمية ، و أن ذلك لن يتم دون تبني رؤية جديدة لمؤسساته المسيرة وآليات عمله، تأخذ بعين الاعتبار التحولات الاجتماعية و الفكرية والسياسية التي تشهدها شعوب ودول الاتحاد. و أضاف السيد مزوار ،انه ينبغي الأخذ في الحسبان كل المتغيرات السياسية التي حصلت بالمنطقة العربية. و التي كان لحراك الشارع العربي النصيب الأوفر فيها، بما لازمه من تحولات سياسية جيوستراتيجية عميقة، حملت معه الأجيال الجديدة مطالب الديمقراطية والحرية والعدالة الاجتماعية، وهي مطالب اعتبرها السيد وزير الخارجية تمثل الحجر الأساس لكل الإصلاحات الشاملة التي ينبغي الانكباب عليها في سبيل بناء اتحاد مغاربي جديد.
وفي نفس السياق شدد رئيس الدبلوماسية المغربية على ضرورة استغلال الإمكانيات الاقتصادية و الطبيعية والبشرية الهائلة التي تزخر بها دول المغرب العربي، التي ستضعها في حال حسن استثمارها وتدبيرها، في مصاف المنظمات الإقليمية والجهوية. وفي هذا الإطار ذكر السيد مزوار، بمطلب تسريع الاندماج المغاربي الذي كان محور التوصيات التي خرج بها الفاعلون الاقتصاديون المغاربيون خلال اجتماعهم بمراكش في شهر فبراير الماضي، والتي أكدت على تفعيل فضاء اقتصادي مغاربي مندمج، و على الربط بين أسواق دول الاتحاد ،عبر ضمان حرية تنقل الأشخاص والبضائع والخدمات و رؤوس الأموال وإنشاء سوق موحدة للطاقة. ومن جهة أخرى أكد السيد وزير الخارجية و التعاون ،على ضرورة زيادة التنسيق الأمني المغاربي لمواجهة التهديدات التي تأتي من منطقة الساحل و الصحراء بسبب انتشار الأسلحة وتفاقم شبكات الجريمة المنظمة والتنظيمات الإرهابية، والحركات المتطرفة والهجرة السرية. كما دعا إلى الإسراع بعقد الدورة الخاصة لمجلس وزراء العدل والشؤون القانونية لاستكمال بلورة الإستراتيجية الأمنية المغاربية، التي ستضع مقاربة أمنية متكاملة، تأخذ بعين الاعتبار الأبعاد الأمنية والتنموية والدينية والثقافية والتربوية. و أكد على أن الروابط التاريخية العريقة والقيم الحضارية والروحية الممتدة بين المنطقة المغاربية وفضاء الساحل والصحراء، تفرض مد جسور التعاون بين دول وشعوب المنطقتين لدعم جهود التنمية المستدامة بفضاء الساحل والصحراء، وتشجيع مقاربة جديدة لتنمية إفريقيا تقوم على تعاون جنوب جنوب، كما أكد على ذلك جلالة الملك في خطابه الملكي السامي بأبيدجان خلال الجولة الملكية الأخيرة لعدد من الدول الإفريقية، التي أكدت العمق الإفريقي للمغرب و جهوده التي يبذلها من اجل إفريقيا قوية ، واثقة من نفسها ومن قدرتها على النمو والازدهار. كما أعرب السيد مزوار عن تمسك المغرب خلال مناسبات عدة بالاتحاد المغاربي، باعتباره خيارا استراتيجيا يجسد الروابط التاريخية المشروعة لشعوب المنطقة في الارتقاء بهذا الفضاء إلى قطب جهوي قادر على الاندماج في المنظومة الاقتصادية الإقليمية والدولية.