غلاة العلمانيين من العرب والأمازيغ لا حديث لهم في مناظراتهم ومقالاتهم وندواتهم ولقاءاتهم الصحفية إلا عن الدين بالطعن والتنقيص والتأويل الفاسد، وربما اعتقد البعض أن مقت الكثير منهم للدين سيعود بالنفع على الدولة بالتقدم والتطور والتحديث في مجالات علمية ومعرفية مختلفة، وواقع الأمر أن رأس مالهم هو الكلام ولا شيء غير ذلك، ويستغرب بعضهم كيف يلتف الناس حول الفقهاء وينصتون لهم في الفضائيات ويقرؤون كتبهم ويتصفحون مواقعهم وفي نفس الوقت يعرضون عن " المفكرين " العلمانيين ، ولو كانت للعلمانيين مسكة من عقل وتأملوا في القضايا التي يناقشها الفقهاء مع عامة الناس لوجودها تلمس صلب اهتماماتهم من أسئلة تتعلق بالعقيدة الإسلامية والزواج والطلاق والنفقة والحضانة والبيع والشراء والرهن والقرض و الإجارة والإرث والمضاربة والقضاء والهبة والوقف والبنوك الإسلامية والربوية والأطعمة والأشربة وأصول التعامل مع الناس وما يجب أن يتحلى به المسلم وغير ذلك مما هو لصيق بكيان المسلم وعقله وقلبه وواقعه، فما الذي سيجد عند العلمانيين غير تلقف الشبهات من مواقع الرافضة والنصارى والملاحدة، والغريب في الأمر أن مواقعهم متحدة في الطعن والتشكيك. والبدائل التي يطرحها العلمانيون للنهوض بالدولة والرقي بها هي الانسلاخ التام من الإسلام عقيدة وشريعة والتلبس بقيم الغرب ومبادئه وتنزيل دساتيره المختلفة ليبرالية واشتراكية، وبما أن ما يطبق من الإسلام قليل تجد العلمانيين يحومون حوله مؤكدين على إلغائه رغم قلته فيتحدثون عن أشياء معينة في مدونة الأسرة وما يجب أن يكون عليه مفهوم الحرية والمساواة وأمورا مثل هذه، ويطبقون أفواههم عن التخلف الذي يمارسونه هم من رشوة ومحسوبية واستغلال للنفوذ وتلقي الأموال من الخارج والتزلف للصهاينة وشراء الذمم في الانتخابات، لننظر إلى عدد العلمانيين في البرلمان والمؤسسات الحساسة مالية كانت أو سياسية حيث سيطرتهم واضحة ونفوذهم كبير هل تمكنوا فعلا من الرقي بالدولة إلى التقدم أم وضعوا العربة أمام الحصان واعتبروا وصولهم إلى تلك المناصب فرصة من أجل جمع الأموال وإقامة مشاريع شخصية بعيدا عن المحاسبة وتوريث تلك المناصب إلى أسرهم وذويهم .
إن كلام العلمانيين شيء وواقعهم شيء آخر، فالعلماني في أروبا مهما بلغ منصبه تجده يأكل الطعام مع الناس ويمشي في الأسواق، وإذا تربع على منصب سياسي وخرج منه بأكثر مما دخل به من مال فإنه قد يجد نفسه في دهاليز المحاكم أما العلمانيون عندنا فيبيعون الأوهام للناس وما أن يصلوا للسلطة حتى يغيروا سياراتهم وأماكن إقامتهم.