تعرض الزملاء بأسبوعية الأيام المغربية (العدد 611 لشهر مارس الأخير)، لحكاية من وصفوه بأكبر قاتل بالتسلسل في المغرب، والذي عاش بمراكش في بداية القرن العشرين (1906)، وكان يسمى المسفيوي، بل أكثر من ذلك كان حاجا، ولذلك دأب معارفه على تلقيبه الحاج المسفيوي نسبة لقبائل مسفيوة القريبة من مراكش. خلال شهر أبريل من سنة 1906، ستعرف مدينة السبعة رجال إختفاء مضطردا لعدد كبير من النساء الشابات. إختفاء عجزت السلطات عن فك لغزه، واكتفت بالحديث عن سفاح تناسلت حوله الحكايات، إلى أن إختفت شابة في مقتبل العمر، والتي حاول أقاربها فك لغز إختفائها، في ظل عجز السلطة المخزنية آنذاك عن ذلك. البحث والإستقصاء قاد إلى آخر من شوهدت الفتاة رفقته، والتي لم تكن إلا عجوزا سبعينية، عمد أهل المختفية إلى إختطافها وتعذيبها لتعترف بمشاركتها في جريمة إختطاف وقتل وتقطيع جثة الفتاة، بعد أن تم سقيها كأس نبيذ به مخدر بدكان الحاج المسفيوي، والذي كان يعمل في الأصل إسكافيا، ولكنه كان أيضا كان كاتبا عموميا يكتب الرسائل. بل الأكثر من ذلك إعترفت العجوز بمسؤولية الحاج المسفيوي عن عدد كبير من جرائم الإختطاف والقتل الذي عرفته مراكش في تلك الفترة. معلومات كانت كافية لإعتقال الحاج وشريكته. بعد تعريض الحاج محمد لشتى أنواع التعذيب سيعترف بالمنسوب إليه، وبقتله 36 فتاة وسيدة شابة، وهو ما تم وفقا لتصريحاته وتصريحات شريكته بغية السرقة. حيث يعمد لإعطاء مشروب مخدر للضحايا، قبل قتلهن وتقطيع رؤوسهن ودفنهن. وهكذا تم العثور على 20 جثة مقطوعة الرأس في قعر بئر بدكان المسفيوي، و16 جثة الباقية بحديقة بيته المجاور للدكان. أمام غضب المراكشيين سيتم الحكم على الحاج محمد بحكم عرفي، يقضي بقتله صلبا. وهو ما ستتصدى له التمثيليات الدبلوماسية بالمغرب حينها، بدعوى همجيته المرفوضة. ليتم تعويض الموت صلبا بالموت شنقا. حكم لن يستعجل المخزن لتنفيذه، حيث سيدخل المسفيوي مسارا طويلا من التعذيب، من خلال تعريضه يوميا لحصص من الجلد القاسي أمام الملأ، والذي يختتم بعشر ضربات من عصا مسننة بمسامير تحول جسده لبقع من الدم. تعذيب سيبدع فيه الجلادون والهدف إرضاء الغاضبين الحاضرين والذين كانوا يطالبون بالمزيد دائما. مسار إنتهى بدفن المسفيوي حيا والبناء عليه واقف