جدد عاهل المغرب الملك محمد السادس يوم السبت دعوته لتطبيع العلاقات واعادة فتح الحدود مع الجزائر قائلا ان الرباط تريد بناء تكتل اقتصادي متكامل في شمال افريقيا. وبعد ان اطاحت ثورتان برئيسي تونس ومصر دعت الاسر الحاكمة في دول مجلس التعاون الخليجي الاردن والمغرب -وهما مملكتان سنيتان اخريان في العالم العربي- للانضمام الى مجلس التعاون الخليجي مع سعيها الي سبل لمواجهة الاضطرابات الداخلية وما تعتبره تهديدا من ايران الشيعية غير العربية. ولم يشر العاهل المغربي (47 عاما) في كلمة تلفزيونية بمناسبة مرور 12 عاما على توليه الحكم الى دعوة مجلس التعاون الخليجي وقال "اننا سنظل متشبثين ببناء الاتحاد المغاربي كخيار استراتيجي." وشكلت الجزائر وليبيا وموريتانيا والمغرب وتونس الاتحاد المغاربي العربي في 1989 ليحاكي نموذج الاتحاد الاوروبي للتكامل الاقتصادي والسياسي. ولم يخرج المشروع الي حيز التنفيذ قط فيما يرجع بشكل اساسي الي خلافات بين الجزائر والمغرب -اكثر دولتين بين اعضاء الاتحاد سكانا- بشأن منطقة الصحراء المغربية المتنازع عليها. وقال العاهل المغربي ان بلاده عاقدة العزم على العمل "لتذليل العقبات التي تعرقل مع كامل الاسف تفعيله (هذا المشروع) ضمن مسار سليم ومتجانس." وأضاف ان المغرب يتطلع لبدء "دينامية جديدة منفتحة على تسوية كل المشاكل العالقة من أجل تطبيع كامل للعلاقات الثنائية بين بلدينا الشقيقين بما فيها فتح الحدود البرية." وخلافا للجزائر فان المغرب ليس لديه غاز أو نفط. وتشير تقديرات لخبراء اقتصاديين الى ان اغلاق الحدود البرية يكلف المغرب نحو 2 بالمئة من ناتجه المحلي الاجمالي وبشكل رئيسي في تدفقات سياحية وتجارية محتملة. وأغلقت الجزائر حدودها البرية مع المغرب في 1994 عندما فرض المغرب تأشيرات دخول على الجزائريين في اعقاب هجوم في مدينة مراكش المغربية. وقال المغرب انه يشتبه في ان المسلحين الذين قتلوا اثنين من الاسبان كان لهم صلات بالجزائر. وأدى توتر العلاقات الى ابقاء الحدود مغلقة منذ ذلك الحين مما أعاق حركة التجارة عبر شمال افريقيا. ودفعت سلسلة من الزيارات لمسؤولين مغاربة وجزائريين على مستويات عالية في الشهور القليلة الماضية وسائل الاعلام المحلية وبعض الدبلوماسيين الغربيين للقول بأن الحدود قد تفتح قريبا. وقال رئيس الوزراء الجزائري أحمد أو يحي في مايو ايار ان اعادة فتح الحدود أمر غير وارد. واغلقت الحدود بين البلدين والتي تمتد لمسافة 1559 كيلومترا عدة مرات منذ عام 1962 عندما نالت الجزائر استقلالها عن فرنسا بعد المغرب. ويدور نزاع بين الدولتين بسبب الصحراء المغربية . وتدعم الجزائر جبهة البوليساريو التي تطالب باستقلال الصحراء وهو موقف يثير غضب المغرب.