جدد جلالة الملك محمد السادس في خطاب العرش، أول أمس، الدعوة الصادقة لتطبيع العلاقات وإعادة فتح الحدود المغربية - الجزائرية، تجسيداً لإرادة المغرب الثابتة في بناء تكتل اقتصادي متكامل في شمال إفريقيا. وأشار جلالة الملك في خطابه بمناسبة مرور 12 سنة على توليه العرش، الى أن المغاربة سيظلون متشبثين »ببناء الاتحاد المغاربي كخيار استراتيجي... وأن المغرب عاقد العزم على العمل، »لتذليل العقبات التي تعرقل مع كامل الأسف، تفعيله ضمن مسار سليم ومتجانس«، وأن المغرب يتطلع لبدء »دينامية جديدة، منفتحة على تسوية كل المشاكل العالقة من أجل تطبيع كامل للعلاقات الثنائية بين بلدينا الشقيقين، بما فيها فتح الحدود البرية... بعيداً عن كل جمود أو انغلاق مناف لأواصر حسن الجوار وللاندماج المغاربي، وانتظارات المجتمع الدولي والفضاء الجهوي«. وتأتي هذه الدعوة الجديدة من أجل تطبيع العلاقات، بعد رسالة وجهها الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة إلى جلالة الملك بالمناسبة، والتي حيى فيها الدستور الجديد الذي تبناه المغاربة والإصلاحات التي بادر بها جلالة الملك من أجل قيادة المغرب »على طريق التغيير الديمقراطي والمشاركة الجماعية والحكم الرشيد«. وكانت العلاقات المغربية الجزائرية قد شهدت بعض الدفء من خلال ما شهدته الأشهر الأخيرة من تبادل للزيارات، على مستوى الوزراء وكبار المسؤولين في البلدين، مما أعطى الانطباع لدى العديد من المتتبعين بتحسن حقيقي في الأجواء بين البلدين على الرغم من الجمود الذي يعرفه ملف النزاع حول الصحراء. وتشير تقديرات لخبراء اقتصاديين إلى أن إغلاق الحدود البرية بين المغرب والجزائر يفوت على الشعبين فرصاً حقيقية للنمو والمبادلات التجارية والإنسانية.