عبد العزيز بوتفليقة وعلي بن فليس، وعبد العزيز بلعيد، ولويزة حنون، وعلي فوزي رباعين، وموسى تواتي، أسماء رددها الإعلام الجزائري فور إعلانهم الترشح لرئاسيات الجزائر اليوم 17 أبريل 2014، وسط خطة وضعتها المديرية العامة للأمن الجزائري وإجراءات أمنية غير مسبوقة، لتأمين عملية التصويت في الانتخابات الرئاسية الجزائرية، حيث نشرت السلطات أكثر من ربع مليون شرطي ودركي ورجل أمن وتجنيد وحدات حفظ الأمن خاصة في المناطق التي شهدت توترا خلال الحملة الانتخابية مثل "غرداية " في الجنوب ومنطقة" القبائل" في الوسط و"باتنة وخنشلة" في الشرق، لتأمين عملية الاقتراع وحماية ومراقبة حوالي 23 مليون ناخب سيدلون بأصواتهم في 50 ألف مكتب. جعلت 167 منها متنقلا جنوب البلاد، لتحفيز الجزائريين البدو على المشاركة بعملية الانتخاب. فهل سيعتبر المحتجزون بتندوف بدوا ستستعمل أصواتهم وقت الحاجة؟ لم يسبق لأي انتخابات رئاسية أن استطاعت تغيير الرئيس منذ استقلال الجزائر، كما لم يسجل في أي منها أنها مرت بوجود مرشح بالوكالة، فما المانع، إذن، أن يكون هناك رئيس بالوكالة أيضا؟ و لم يسبق لها ايضا أن عرفت طرد ممثل مرشح من مهرجان انتخابي، ولم يحدث أبدا أن شهدت الحملات الدعائية للرئاسيات ضجيجا وجرأة كهذه الانتخابات . كما لم يجرأ أي مرشح على التهديد باللجوء إلى الدفاع عن حقه في حال تزوير النتائج ويعلن مع بداية الاقتراع عن وجود التزوير، كما لم يسبق ان افصح متحاورون في برامج تلفازية عن الدور الذي تلعبه المخابرات والعسكر في الخريطة السياسية بالجزائر. الرئيس المنتهية ولايته يترشح ويحضر إلى صناديق اقتراع الدورة الأولى على كرسييه المتحرك، وسائل إعلام أجنبية ترغم على عدم تغطية الحدث، حركة بركات تدعوا إلى مقاطعة الانتخابات في الشوارع وتكسر حاجز الخوف الذي تميزت به الرئاسيات السابقة، مصادر إعلامية تسوق أن الرجل الأول في الجبهة الإسلامية للإنقاذ الشيخ عباسي مدني يرفض هذه الانتخابات ويصفها بأنها "مهزلة وإهانة كبرى واستفزاز لمشاعر شعب بأكمله"، ويؤكد أن نتائجها محسومة سلفا للرئيس المرشح عبد العزيز بوتفليقة الذي يستخدم أدوات الدولة بالكامل لصالحه، معتبرا أن التغيير قد بدأ بالفعل باعتبار أن الشعب الجزائري صار يطرد وجوه النظام البئيسة ويرجمهم ويشتمهم معلنا رفضه القاطع لسياسة الأمر الواقع وأن الشعب اليوم بشبابه ينتفض عبر ولايات الجزائر كلما رأى وجوه المسؤولين التعيسة التي تجسد الرداءة والفساد والاستبداد. منبها إلى أن الأوضاع التي آلت إليها البلاد جد خطيرة وتؤشر باندلاع ثورة عارمة لا يعلم حجمها وانعكاساتها في الداخل والخارج إلا الله محملا المسؤولية إلى النظام الذي ضيع، حسب تعبيره، فرص الخروج النهائي من الأزمة وترك الأزمة تتفاقم وتتعفن حتى تجاوزته وصار غير قادر على التحكم فيها. مع كل هذه العوامل و رغم ما دعا إليه التحالف الرباعي من الأحزاب الإسلامية والحزب العلماني ومعهم المرشح المنسحب من الانتخابات أحمد بن بيتور إلى مقاطعة الانتخابات الرئاسية واقتراحهم "مرحلة انتقالية ديموقراطية بعد 17 نيسان/أبريل"، والغليان الشعبي الذي تعرفه الأجواء العامة للانتخابات، يبقى التساؤل هل تستطيع هذه الانتخابات تحقيق ما لم تستطع سابقتها تحقيقه؟ متى ستستطيع الانتخابات تغيير رئيس انتهت ولايته؟