جرى أمس الجمعة بالرباط تقديم كتاب ( اليوطي المقيم ) للصحافي غيوم جوبين ، الذي يكشف جوانب من الشخصية المعقدة للوي هوبير ليوطي، أول مقيم عام في عهد الحماية الفرنسية بالمغرب ، ونشاطاته خلال تواجده بالمغرب. ويتعلق الأمر ، في هذا الكتاب الذي اعتمد فيه تأليفه بشكل خاص على عدة مصادر مغربية متواجدة بأرشيف المكتبة الوطنية للمملكة المغربية ، بعمل تركيبي ،خارج إطار ما هو تاريخي وسيرذاتي ، وذلك في محاولة للبحث عن الآثار التي خلفها ليوطي بالمغرب والعكس صحيح كذلك، مع الإشارة إلى أن هذا الجنرال لم يكن ليعرف كجنرال شهير دون مروره بالمغرب. ويحتوي كتاب ( ليوطي، المقيم) الصادر حديثا عن منشورات ماجلان سي وكازا إكسبريس ضمن مجموعة "فرنسا في المغرب"،والواقع في 386 صفحة من الحجم المتوسط، على خرائط ومخططات مشاريع التهيئة الحضرية للمدن المغربية . ويقول صاحب الكتاب الذي يشغل أيضا منصب رئيس المدرسة العليا للصحافة بباريس ، " أنا متأثر بالتاريخ، وأعيش نصف فترات حياتي بالمغرب، ولم تكن الكتابة عن ليوطي يوما ما ضرورة بالنسبة لي، فالموضوع فرض نفسه" ، مشيرا إلى أن هذا العمل ، الذي أخذ له من وقته أزيد من سنة، " ليس تبريرا للمرحلة الاستعمارية ولا للتأثير الفرنسي على المغرب ". هذه العلاقة الخاصة بين المغرب وليوطي قد تبدو في فرنسا موضوعا ينحصر في إطار التاريخ، يضيف المؤلف، ولكنها في المغرب تندرج في إطار سياسي، فالجنرال اندمج مع منظومة المغرب ، وتأثر به كثيرا.