سوف يبقى اليوم الجمعة راسخا في تاريخ وكالة المغرب العربي للأنباء، كوصمة عار على خطأ مهني فادح تسبب في العصف بمصداقية وحرفية هذه الوكالة العريقة، والتي سبق ان غيرت شعارها من " الخبر مقدس والتعبير حر" الى شعار " قيمة الخبر " وما حدث اليوم دفع البعض في مواقع التواصل الإجتماعي باقتراح تغيير الشعار الى " قيمة الإشاعة ". بعد زوال يوم الجمعة تم إسعاف الفنان القدير عبد العزيز إزنزارن الشامخ، بالمستشفى العسكري بمدينة الرباط حيث كانت حالته الصحية حرجة للغاية، وبينما كان يتم تقديم العلاج له حيث مازال يتنفس ويصارع بشجاعة المرض وبالتالي على قيد الحياة، سارعت وكالة المغرب العربي للأنباء بعد زوال نفس اليوم الى ترويج وبث قصاصة إخبارية بعنوان "الفنان عبد العزيز الشامخ في ذمة الله" وقد أدرج القصاصة حسب خدمة البث لموقع الوكالة "by-kerassi" وما هي إلا لحظات حتى تم نسخ ولصق القصاصة بعشرات المواقع الإلكترونية الإخبارية ومواقع التواصل الإجتماعي، ما خلق صدمة لدى المقربين من الفنان ومحبيه، حيث تفاجأ مقربوه بالإتصالات التي تعزيهم في وفاة الفنان الذي كان ما يزال بفراش المستشفى يتنفس ولم يعلن أي من الطاقم الطبي عن وفاته بشكل رسمي. وكالة المغرب العربي للأنباء ادعت ان مصدر الخبر هو "حسبما علم لدى أسرة الراحل" لكن صحفيات وصحفيين في نفس اللحظة تأكدوا من عدم صحة الخبر بمجرد الإتصال بنفس المصدر، حيث ان تقييم الحالة الصحية للفنان لم تكن تتعدى دخوله في غيبوبة وليس الوفاة، هذا ما دفع بعض الإعلاميين الى وصف ما حدث بغير المسبوق حيث تمكنت الإشاعة ليس فقط من اختراق وكالة المغرب العربي للأنباء، بل تحولت بذلك الوكالة الى أداة لنشر الإشاعات والأخبار غير الصحيحة، وبالتالي فهذا التصرف يستوجب التحقيق والمحاسبة، حتى لا يتكرر في ظروف قد تعتبر استثنائية، وحول مواضيع أكثر حساسية، خاصة ان هذه الوكالة هي الجناح الإعلامي الرسمي للمملكة المغربية، فكيف يعقل أن يكون بهذا الشكل بوقا لترويج وبث الإشاعات أيا كان نوعها ومدى ما تخلفه من أضرار مادية أو معنوية. وكالة المغرب العربي للأنباء بعد إدراكها الخطأ الذي وقعت فيه اكتفت بسحب القصاصة من موقعها الإلكتروني دون أن تكلف نفسها حتى الآن بث قصاصة تصحح سابقتها الكاذبة، أو تعتذر لمتابعيها ولأسرة وعائلة الفنان القدير عبد العزيز إزنزارن الشامخ، وحتى كتابة هذه الأسطر ما يزال الخبر منتشرا بعشرات المواقع الإلكترونية التي نقلته من هذه الوكالة، فقط قلة من المواقع التي تحرت الخبر قامت بحذفه ومن بين المواقع التي نقلته عن الوكالة ولم تحذفه نذكر موقع هيسبريس. وفي الفترة الأخيرة لاحظ متابعوا وكالة المغرب العربي للأنباء توالي عدد من الأخطاء الفادحة والتي شملت عددا من القصاصات العاجلة، ما يمس بسمعة ومصداقية هذه الوكالة ويبعث على القلق وعدم الثقة في ما تبثه من عواجل وأخبار وخاصة انه من المفروض ان تكون هذه الوكالة منبرا للحقيقة من أجل محاربة الإشاعات والأخبار الكاذبة أو الإستباقية، التي يبحث كاتبها ومروجها عن السبق الصحفي على حساب المهنية والمصداقية ليسقط بذلك في شباك الكذب والإشاعة، فالفرق بين الحياة و الموت مثله مثل الفرق بين الحقيقة و الكذب. وإذا لم يملك ناشر الخبر دليلا على انه تلقى تأكيد خبر وفاة الفنان من مصدر طبي رسمي بالمستشفى، فعليه أن يقدم استقالته فورا، وتعتذر الوكالة التي تشغله لأنها بكل بساطة كذبت على الشعب المغربي، واستفزت مشاعر جمهور ومحبي وعائلة الفنان القدير عبد العزيز إزنزارن الشامخ. ولا نملك سوى الدعاء لفناننا القدير بالشفاء اللهم اشفه وعافه واعفو عنه.