أكد الجامعي اليوناني، قسطنطينوس كوليوبولس، أستاذ العلاقات الدولية والدراسات الاستراتيجية بقسم الدراسات الدولية والأوربية في جامعة بانتيون للعلوم الاجتماعية والسياسية في أثينا، أمس الجمعة بالرباط، أن صاحب الجلالة الملك محمد السادس أطلق إصلاحات ذكية تروم ترسيخ حقوق الإنسان وإرساء مجتمع حر. وقال الجامعي اليوناني، خلال ندوة حول "الديمقراطية والأمن الإنساني في الفضاء الأورومتوسطي" إن المؤسسة الملكية في المغرب، مقارنة ببلدان أخرى، أطلقت إصلاحات ذكية على درب ترسيخ حقوق الانسان وإرساء دعائم مجمع حر. وأبرز الأكاديمي اليوناني خلال هذا اللقاء الذي نظمته المندوبية الوزارية المكلفة بحقوق الإنسان، بشراكة مع كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية الرباط أكدال، أن الدستور المغربي "مثير للإعجاب" بالنظر إلى المقتضيات التي تكرس حقوق المرأة بشكل خاص وحقوق الإنسان عامة. من جهة أخرى، توقف الجامعي عند مفهوم الديمقراطية ونشأتها وفلسفتها ومراميها، مبرزا أن غياب الديمقراطية يشكل تهديدا حقيقيا لأمن الإنسان باعتبار أن تكريس القيم الديمقراطية يساهم بالتأكيد في تحقيق الرخاء الاقتصادي للبلدان ويعود بالنفع على عموم الساكنة. وبخصوص التجربة الديمقراطية في المنطقة الأورمتوسطية، سجل كوليوبولس بأن هناك تمايزا بين دول ضفتي المتوسط، مشيرا، في هذا السياق، إلى أن المسلسل الديمقراطي يشهد بعض الصعوبات المرتبطة بالتدبير الاقتصادي السيء في بعض بلدان الضفة الشمالية للبحر الأبيض المتوسط، كاليونان وإيطاليا. أما على مستوى بلدان جنوب البحر الأبيض المتوسط??، يضيف الجامعي اليوناني، فيمكن الحديث عن بروز ديمقراطية انتقال ديمقراطي. ودعا كوليوبولس إلى بذل المزيد من الجهود في أفق ترسيخ ثقافة حقوق الإنسان ومبادئ الديمقراطية في بلدان الجنوب، مشددا على ضرورة مواكبة أوروبا لهذه البلدان في هذا المجال. وتوقفت باقي المداخلات عند التعاون الأورومتوسطي في مجال حقوق الإنسان والديمقراطية، والتحولات التي يشهدها العالم العربي، والحكامة في البلدان الواقعة جنوب المتوسط، والشراكة الأورو-متوسطية . ويندرج هذا اللقاء الذي حضره المندوب الوزاري المكلف بحقوق الإنسان، السيد المحجوب الهيبة، وعدد من الأساتذة الجامعيين والطلبة الباحثين، في إطار الانشطة التي تنظمها المندوبية لتفعيل اتفاقيات الشراكة التي تربطها بالفاعلين المعنيين، وخاصة في الوسط الجامعي، من أجل النهوض بقيم وثقافة حقوق الإنسان.