حظي الرواق المغربي بالمعرض الدولي للأغذية والمشروبات (أليمانطاريا 2014) الذي يقام ببرشلونة من 31 مارس الى 3 أبريل الجاري، بإقبال فاق كل التوقعات، حيث برع طهاة مغاربة محترفون في تقديم وصفات مغربية تعكس أصالة الطبخ المغربي وشهرته وتجذره في الثقافة المغربية العريقة. ففي منتصف نهار كل يوم يتوافد على الجناح المغربي المكون من 20 رواقا على مساحة 279 مترا مربعا، مئات الزوار من مختلف الجنسيات لمشاهدة هؤلاء الطهاة وهم يهيئون وجبات مغربية أصيلة مثل "الكسكس"، و"الطاجين" بشتى أنواعه . وفي انتظار إعداد الوجبة التي سيتذوقها جميع زوار الرواق الخاص بالطبخ، يقدم هذا الأخير للضيوف حلويات مغربية تقليدية مثل "كعب غزال" و"الشباكية" مع كؤوس الشاي المغربي، كعربون على حسن الضيافة المغربية. ويزيد من جمالية العرض المغربي ، الإخراج الفني الرائع لمختلف فقرات هذا البرنامج التعريفي بالطبخ المغربي ، حيث يتم تحضير الوصفة على إيقاعات موسيقى الطرب الأندلسي الأصيل تتخلله فقرة تقديم شروحات باللغتين الاسبانية و الفرنسية حول الطبخ المغربي. وحسب أحد العارضين المغاربة فإن المطبخ المغربي يحتل المرتبة الثالثة عالميا بعد فرنسا والصين، وفق تصنيف المهنيين الدوليين . فالطبخ المغربي متنوع ، يقول العارض ، حيث نجد كثيرا من المكونات في وصفة واحدة، لكن الفضل الكبير في تبوء المطبخ المغربي لهذه المرتبة يرجع الى وصفات مشهورة على الصعيد العالمي مثل الكسكس والطاجين والحريرة والبسطيلة ، على حد قول العارض. وفي رواق أخر، يعرض عدد من الشركات الرائدة في مجالها منتجات تلقى بدورها إقبالا منقطع النظير مثل الزعفران الذي يطلق عليه المهنيون " الذهب الاحمر" نظرا لصعوبة زراعته وجنيه وكذا لارتفاع سعره. غير أن المنتوج الذي يتربع على عرش المعروضات، يبقى هو زيت أركان الذي تمكن من استقطاب مئات الزوار الذين جاؤوا خصيصا الى الرواق المغربي لمشاهدة هذا المنتوج المشهور عالميا بفوائده الصحية و نكهته الرفيعة وكذا لاستعمالاته الأخرى في مجال التجميل على الخصوص. وتشارك أكثر من 20 مقاولة مغربية في المعرض الدولي للأغذية والمشروبات (أليمانطاريا 2014) . وتعتبر المشاركة المغربية في هذا الملتقى المرجعي في مجال الأغذية والمشروبات بإسبانيا وجنوب أوروبا وسيلة فعالة للتعريف بالمغرب وبمؤهلاته السياحية فضلا عن ثقافته وحضارته وانفتاحه على الحضارات الأخرى. كما تشكل المشاركة المغربية الثانية من نوعها في هذا الحدث الهام، فرصة لإبراز تنوع وغنى وجودة منتجات الصناعة الغذائية المغربية، والرفع من حصص السوق وتنويع الأسواق. ويعد المعرض كذلك موعدا للمهنيين المغاربة للقاء نظرائهم خاصة في الدول الأوروبية وربط علاقات مهنية مع زبناء جدد . وتعرض المقاولات المغربية خلال هذا الملتقى تشكيلة من المنتجات ، كالكسكس والسميد والدقيق والأسماك ومصبرات السمك والمصبرات النباتية وزيت الزيتون وعصير ومركزات الفواكه والحلويات التقليدية ومنتجات الأرض (زيت أركان وأملو والزعفران) وغيرها. ومن المتوقع، حسب مصدر من " المغرب تصدير"، أن يبرم المهنيون المغاربة على هامش المعرض عددا من الاتفاقات والصفقات التجارية مع مقاولات اسبانية وأوروبية متخصصة في مجال إنتاج و تسويق المواد الغذائية. وتعد مؤسسة "المغرب تصدير" (المركز المغربي لإنعاش الصادرات) التي تشرف على إعداد وتنظيم المشاركة المغربية في المعارض الدولية ، الأداة العملية لتفعيل السياسة الحكومية في مجال دعم المقاولات والصناعات الصغرى والمتوسطة المصدرة. ويعتبر معرض "أليمانطاريا 2014"، المنظم على مساحة إجمالية تصل إلى 94 ألف و800 مترا مربعا، ملتقى مهنيا يجمع كبار الفاعلين الدوليين في الصناعة والتجارة وتوزيع الأغذية.