دعا المشاركون في فعاليات الندوة المتوسطية الÜ17 ل"ليونز كلوب" ،التي افتتحت اليوم الجمعة بطنجة ، إلى اعتماد الطاقات المتجددة كرافعة أساسية لإبداع نموذج جديد للتنمية يحافظ على البيئة المحيطة . وشدد أعضاء "ليونز كلوب" المنتمون الى مختلف دول حوض المتوسط والشخصيات الفكرية المدعوة للندوة ،خلال نقاش مفتوح هم موضوع "الطاقات المتجددة والحفاظ على كوكب الارض "، على العلاقة الجدلية والراسخة بين وضع البيئة المحيطة ووضعية الساكنة ، مشيرين إلى أن تعميم الطاقات المتجددة سوف يقود حتما الى التنمية الاقتصادية والتكنولوجية مع الحفاظ على البيئة لصالح الأجيال المقبلة . وفي هذا السياق ، قال المدير العام للوكالة الوطنية لتنمية الطاقات المتجددة والنجاعة الطاقية سعيد مولين ، أن الطاقات المتجددة تمثل الطريق الجديد الأمثل لتشجيع تطور مجدي ، مما يجعل من التنمية البشرية و المحافظة على البيئة على حد سواء وجهين لآلية واحدة . وقدم سعيد ملين بالمناسبة تجربة المغرب ،الذي اختار تنمية الطاقات المتجددة باعتبارها أداة للتنمية الاقتصادية ووسيلة ناجعة لحماية البيئة ، موضحا أن الاستراتيجية التي تبناها المغرب في هذا المجال ستمكن من تحقيق ارتفاع بنحو 42 بالمائة من حصة الطاقات المتجددة في الطاقة المعتمدة وطنيا بحلول عام 2020. وقال إن الطاقات المتجددة تعد رافعة لتطوير الصناعة ومعدلات التشغيل في دول الجنوب ، ولا سيما بلدان منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط ،التي لديها إمكانيات هائلة في هذا المجال ،مبرزا أهمية إشراك جميع الفاعلين في الجهود الرامية إلى تنمية الطاقات المتجددة ، بمن فيهم الفعاليات الاجتماعية والجمعوية ، مثل نوادي "ليونز" الدولية . ومن جهته ،قدم بيتر غيش ، ممثل شركة الطاقات المتجددة (أو بي سي )، لمحة عامة عن مشاريع الطاقة الريحية التي تنجزها شركته في المغرب ،على مستوى جهة طنجة والمنطقة الجنوبية ،مشيرا الى الإمكانات الكبيرة التي يزخر بها المغرب بخصوص الموارد الطبيعية المتجددة ،والتي يمكن استخدامها لتوليد الطاقة الكهربائية، مثل الشمس والرياح والأمواج و المد والجزر. وأشار أيضا إلى أهمية تضافر الجهود لاستغلال الطاقات المتجددة من أجل التنمية الاجتماعية و الاقتصادية للساكنة المحلية ، موضحا أن شركة الطاقات المتجددة تنفذ على مستوى جهة طنجة برامج مخصصة لمساعدة الساكنة المحلية من اجل دعم مشاريع النسيج التقليدي و تربية النحل، بالإضافة إلى اعتماد عيادة لطب الأسنان متنقلة بشراكة مع نادي "ليونز" . كما تم بالمناسبة تقديم عروض أخرى حول مؤهلات منطقة حوض المتوسط من الطاقات المتجددة ، والطاقات الجديدة "بيوطاقية" والوسائل الممكنة لاستغلال الطاقة الريحية ، و الكهروضوئية والأمواج البحرية. ويتم تنظيم الندوة ال17 لأندية "ليون" في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط بمبادرة من المقاطعة 416 المغرب التابعة ل"ليونز كلوب" الدولية ومرصد التضامن المتوسطي التابع للحركة. وتعود بداية مسار حركة نوادي الليونز الدولية على المستوى الدولي الى سنة 1917 ، ولديها أكثر من 45 ألف نادي ينخرط فيها نحو مليون و360 ألف عضو عبر العالم ،وحسب تصنيف لصحيفة "فاينانشال تايمز" تعد حركة نوادي "ليون" أول منظمة غير حكومية على الصعيد الدولي . وقد انطلق عمل أندية الحركة ،التي تهتم بتقديم الخدمات وتعزيز التضامن والصداقة تحت شعار "وي سييف "(نخدم)،على صعيد المغرب منذ عام 1953 ،ويلتئم في إطارها أكثر من 40 ناديا تضم في عضويتها ما يقارب ألف شخص معبئين لخدمة المحتاجين والفقراء والفئات الضعيفة والهشة من المجتمع.