أكد السيد عبد الرحيم هواري، طبيب رئيسي للأعمال والمنشآت الصحية المتنقلة بمندوبية الصحة بالناظور، أن الرضاعة الطبيعية لها انعكاسات جد إيجابية ليس فقط على صحة الطفل بل أيضا على صحة الأم، مشيرا إلى أن حليب الأم هو أفضل غذاء يمكن أن يحصل عليه الطفل خلال المراحل الأولى من حياته ولا يمكن تعويضه بأي طعام أو شراب آخر. وأوضح السيد هواري، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء بمناسبة إطلاق الحملة الوطنية للوقاية من مخاطر وفيات الرضع بالمغرب "لننقذ عشرة آلاف رضيع"، بمبادرة من جمعية (سلاسل الحياة) تحت الرئاسة الشرفية لصاحبة السمو الأميرة للا زينب، أن من مزايا الرضاعة الطبيعية حماية الطفل من الأمراض المعدية والحساسية والسمنة، وتوفير غذاء متكامل يساعد على النمو الجسدي والذهني والعاطفي للطفل. وأضاف أن الرضاعة تساعد كذلك على التقليل من حدة النزيف بعد الولادة بالنسبة للأم مما يحميها من فقر الدم، وعلى عودة الرحم إلى حجمه ووضعه الطبيعي، فضلا عن تعزيز الروابط العاطفية مع الطفل والتقليل من احتمالات الإصابة بسرطان الثدي والرحم. واستعرض المسؤول الصحي، في السياق ذاته، جملة من النصائح والإرشادات التي تقدمها المصالح الصحية المعنية للأمهات لضمان نمو متوازن لأطفالهن منها إرضاع الطفل مباشرة بعد الولادة لكي يستفيد من كل مزايا الحليب الأولي (اللبأ)، وإرضاعه عند الطلب ليلا ونهارا، والاستمرار في الرضاعة الطبيعية أطول مدة ممكنة. وسجل أنه فضلا عن الرضاعة الطبيعية فإن احترام شروط النظافة وتوفير التدفئة وتسهيل التنفس للمولود ضروري أثناء عملية الولادة، مشيرا إلى أن أخذ هذه الحركات الأربع بعين الاعتبار يساعد، بشكل كبير، في تحسين صحة الأم والطفل، وبالتالي التقليص من وفيات الأمهات والمواليد. وأشار إلى أن مندوبية الصحة بالإقليم تقوم، في هذا الصدد، بتنظيم حملات للتوعية الصحية كما تقدم دروسا نموذجية للنساء الحوامل قبل الولادة وبعدها، مبرزا أن 3075 امرأة استفادت سنة 2013 من 313 درسا توعويا على مستوى إقليمالناظور، منها 82 درسا بعد الولادة. وقال إن عدد النساء الحوامل اللائي استفدن من استشارات طبية قبل الوضع بمختلف المراكز الصحية بإقليمالناظور، خلال السنة الماضية، بلغ أزيد من 12 ألف و400 امرأة، فيما بلغ عدد النساء اللائي تم فحصهن بعد الوضع 17 ألف و560 حالة، وعدد الحوامل اللائي كن يعانين من مخاطر 1150 حالة. وأضاف السيد هواري أن عدد عمليات الوضع، خلال السنة ذاتها، بلغ 8735 عملية نجمت عنها 8740 ولادة حية، مسجلا أن عدد الحالات المعقدة التي تم التكفل بها بلغ 1066 حالة بالنسبة للمواليد الجدد و1736 حالة بالنسبة للأمهات. وتهدف الحملة الوطنية للوقاية من مخاطر وفيات الرضع بالمغرب إلى التقليص بحوالي 75 بالمائة من مخاطر وفيات الرضع والأمهات، من خلال الحلقات الأربع التي تركز عليها لتتم عملية التوليد بأقل المخاطر سواء بالنسبة للأمهات أو الأطفال حديثي الولادة.