بدأ العد التنازلي في مصر لمسيرات مليونية في عدد من المدن في مقدمتها العاصمة القاهرة للمطالبة بتنحي الرئيس حسني مبارك عن السلطة، في حين قال الجيش إنه لن يلجأ إلى استخدام القوة ضد المتظاهرين. ويحتشد عشرات الآلاف من المتظاهرين حاليا في ميدان التحرير وسط القاهرة استعدادا للمسيرة المليونية التي تنطلق في الساعة العاشرة صباح الثلاثاء، في حين دعا ناشطون إلى مسيرات مليونية في الإسكندريةوالمنصورة بالتوازي مع مسيرة القاهرة. ووصف مصدر صحفي في ميدان التحرير الأجواء هناك بأنها مفعمة بالحماس والاستعداد لمسيرة غد، وقال إن حالة شبه احتفالية تسود في صفوف المتظاهرين الذين سيقضون الليل في وسط القاهرة، مرددين أغاني وأشعارا ذات نفحة وطنية وسياسية. في تلك الأجواء يواصل المتظاهرون ترديد شعارات وهتافات تدعو إلى رحيل الرئيس مبارك وتندد بكل الخطوات والقرارات التي اتخذها منذ أول أيام الغضب في 25 يناير/كانون الثاني الجاري وأحدثها تشكيل حكومة جديدة ضمنها وزراء من الحكومة المقالة. وقال متظاهرون للجزيرة نت إن المسيرة المليونية هي المرحلة الأخيرة قبل إعلان عصيان مدني شامل. وواصل المتظاهرون التوافد من مختلف أحياء القاهرة ومن مدن أخرى -رغم وقف السلطات حركة القطارات- إلى ميدان التحرير رغم أن قانون حظر التجول دخل حيز التنفيذ الساعة الثالثة بعد الظهر بالتوقيت المحلي. وأفادت الصحفية إسراء عبد الفتاح في اتصال هاتفي مع الجزيرة أن الوافدين يدخلون ميدان التحرير من مدخل واحد بعد أن أغلقت قوات الجيش باقي المداخل، مشيرة إلى أن أفراد الجيش يكتفون بالاطلاع على بطاقات الداخلين والخارجين. وفي الإسكندرية أفاد مصدر صحفي أن المتظاهرين يواصلون الاحتشاد في ميدان مسجد القائد إبراهيم استعدادا للخروج في مسيرة مليونية مماثلة للمسيرة التي ستنطلق من ميدان التحرير في القاهرة. وأوضح ذلك المصدر أنه لا وجود للشرطة في وسط الإسكندرية وأن قوات الجيش تنتشر بأطراف المدينة. وتسود أجواء مماثلة في عدد من المدن المصرية الأخرى حيث تظاهر في مدينة المنصورة شمال القاهرة أكثر من 120 ألف شخص، بينما خرج نحو 100 ألف شخص للتظاهر في مدينة المحلة غرب القاهرة. عشرات الآلاف من المتظاهرين يقضون الليل بميدان التحرير استعدادا للمسيرة المليونية (الفرنسية) جيش وشرطة وقبل ساعات من انطلاق المسيرات المليونية قال الجيش المصري إنه لن يستخدم القوة ضد المتظاهرين وأقر بشرعية مطالب المتظاهرين الذين يواصلون الاحتجاج في سابع أيام الغضب رغم ما قام به الرئيس مبارك من تغييرات في هرم السلطة. وقال المتحدث العسكري المصري اللواء إسماعيل عثمان في كلمة بثها التلفزيون المصري إن القوات المسلحة على وعي ودراية بمطالب المواطنين وإن حرية التعبير بالطرق السلمية مكفولة. وأكد اللواء إسماعيل عثمان أن الجيش لن يلجأ إلى استخدام القوة ضد الشعب المصري، ودعا المواطنين إلى عدم الإقدام على ما من شأنه أن يخل بالأمن العام للبلاد. وفي جانب أمني آخر عادت قوات من الشرطة إلى الانتشار في الشارع بشكل حذر, في حين تواصل لجان شعبية عمليات حماية المنشآت العامة والخاصة بالتعاون مع عناصر الجيش التي انتشرت بمعظم المحافظات, وسط قلق مستمر بسبب عمليات سلب ونهب تزامنت مع هروب أعداد كبيرة من السجناء. وأكدت مصادر أمنية للجزيرة أن مهام قوات الأمن تقتصر على حفظ الأمن وعدم الاحتكاك بالمتظاهرين. كما ذكر شهود للجزيرة نت أن الشرطة العائدة لا تلقى ترحيبا من المواطنين.
يُشار إلى أن الأيام الستة الماضية من الغضب شهدت مقتل أكثر من مائة مواطن فضلا عن آلاف الجرحى, وسط توقعات بارتفاع أعداد قتلى المصريين مع توالي الاحتجاجات. إضراب وبرلمان وإلى جانب المسيرة المليونية المزمعة، تم إطلاق دعوة إلى إضراب عام، وتوقع الصحفي عبد الرحمن سعد من القاهرة أن تلقى تلك الدعوة تجاوبا مشيرا إلى أن العديد من المؤسسات منحت العاملين بها إجازات مفتوحة بالفعل. كما أشار سعد إلى أن قرار فرض حظر التجول سيساعد على الاستجابة إلى الدعوة إلى الإضراب, وقال إن حالة الانفلات الأمني دفعت العديد من المؤسسات والمحال التجارية إلى إغلاق أبوابها.
بدورها نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن أحد المتظاهرين أن الدعوة إلى الإضراب العام والمسيرة المليونية انطلقت الليلة الماضية من ميدان التحرير, للانضمام إلى الإضراب العام الذي بدأ من السويس.
وفي خطوة احتجاجية نوعية أعلن المحتشدون بميدان التحرير عن تشكيل ما سموه برلمانا شعبيا اتخذ عدة قرارات أبرزها تشكيل مجلس رئاسي يضم قاضيين وأحد قادة القوات المسلحة.
وعبر ذلك المجلس عن رفضه لكافة الإجراءات التي اتخذها مبارك منذ اندلاع الاحتجاجات يوم 25 يناير/ كانون الثاني, وتحميله المسؤولية عن الانفلات.
وقرر البرلمان الشعبي اختيار مجلس لقيادة الثورة، يضم ممثلا عن الشبان المتظاهرين ورئيس نادي القضاة السابق المستشار محمود الخضيري, بالإضافة إلى الدكتور محمد البرادعي, ومحمد البلتاجي, وحمدين صباحي, وأيمن نور، وأسامة الغزالي, وجورج إسحاق، وأبو العز الحريري.
وقال عصام العريان العضو البارز بجماعة الإخوان المسلمين "الإخوان يناقشون تشكيل لجنة تفاوض موسعة للقضايا السياسية مع البرادعي لتعكس إرادة الناس، وتتفاوض مع الجيش".
وأضاف "الجماعة لا تتخذ قرارات من جانب واحد دون القوى الوطنية" وقال إنها "ستسعى أيضا للاتصال بأطراف سياسية أخرى" دون أن يقدم إيضاحات.