أكد سفير المملكة ببرلين السيد عمر زنيبر اليوم الخميس في محاضرة تحت عنوان " المغرب ودول أفريقيا: أبعاد العلاقات الدبلوماسية المغربية المتعددة من أجل السلام والازدهار والتنمية والتعاون " أن المغرب لعب على الدوام دوره التاريخي في القارة الافريقية. وركز السيد زنيبر في هذه المحاضرة التي ألقاها ضمن فعاليات مؤتمر الاقتصاد الدولي ببرلين الذي ينظمه معهد الدبلوماسية الثقافية ، على محاور همت بالخصوص ،العلاقات الديبلوماسية والاقتصادية بين المغرب ودول أفريقيا، والمبادرات التي تم اتخاذها خلال زيارة جلالة الملك محمد السادس إلى عدد من الدول الأفريقية من أجل الحفاظ على السلم ودعم الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي. وأوضح السيد زنيبر أن المغرب منذ استقلاله أعلن مبدأ عدم الانحياز و دعم معظم الدول الأفريقية التي وقعت تحت الاستعمار مبرزا أن المغرب تربطه علاقات قوية بالقارة عبر تراث وتاريخ مشترك غني بالأحداث مما دعم العلاقات الثنائية والمتعددة الأطراف مع معظم دولها. وقال إن التزام المغرب بمبادئ السلام والاستقرار والأمن ساهم بفعالية في حل الصراعات الإقليمية، ومنها مساهمته لفائدة دول اتحاد نهر مانو (كوت ديفوار وغينيا وليبيريا وسيراليون) مضيفا أن المغرب الذي يعتبر أن الصراعات تشكل عقبة أمام التنمية الاجتماعية والاقتصادية للقارة، دعم على الدوام مبادرات الأممالمتحدة من أجل استعادة الاستقرار والأمن. وضمن هذا السياق ،يقول السيد زنيبر، شارك المغرب في عمليات حفظ السلام ضمن البعثة التي تقودها الأممالمتحدة، في جمهورية الكونغو الديمقراطية وفي الكوت ديفوار وأيضا في مالي وأنغولا وجمهورية افريقيا الوسطى. وذكر السيد زنبير في هذا الإطار بالزيارة التي قام بها جلال الملك محمد السادس في عدد من الدول الأفريقية والتي أطلق خلالها جلالته بأبيدجان ، دعوة إلى تعزيز التعاون بين البلدان الأفريقية ، وإعادة بناء ثقة الأفارقة في إمكاناتهم الخاصة ، والتغلب على التشاؤم الأفريقي وتحرير الإمكانيات الفكرية والمادية للقارة. كما ذكر أن جلالة الملك أكد في هذا السياق على أن إفريقيا "مطالبة اليوم بأن تضع ثقتها في إفريقيا"، لأنها "ليست في حاجة للمساعدات، بقدر ما تحتاج لشراكات ذات نفع متبادل، كما أنها تحتاج لمشاريع التنمية البشرية والاجتماعية أكثر من حاجتها لمساعدات إنسانية". أما بالنسبة للجانب الاقتصادي في علاقات المغرب بدول أفريقيا، فسلط السيد زنيبر الضوء على بعض المبادرات التي اتخذتها المملكة لفائدة عدد من البلدان في القارة ، كإلغاء الديون ، والاعفاء الكلي من الرسوم الجمركية على منتجاتها عند دخولها السوق المغربية، وتعزيز التبادل التجاري والتوقيع على اتفاق مع الاتحاد الاقتصادي والنقدي لدول غرب أفريقيا. وأشار إلى أن المغرب أبرم في العقد الماضي، لتعزيز علاقاته الاقتصادية مع افريقيا جنوب الصحراء، العديد من الاتفاقيات التجارية شملت 17 دولة تروم دعمها في الأسواق الخارجية بالإضافة إلى تشجيعها للمشاركة في المعارض الدولية وتنظيم رحلات لرجال الأعمال المغاربة، وتكليف شركات استشارية مغربية بإجراء دراسات لاستكشاف أسواق أفريقية. وأضاف أن الجولة الافريقية الحالية لصاحب الجلالة تميزت بإطلاق العديد من المشاريع التي شارك فيها المغرب إما بخبرته أو بالمساعدة المالية ، مشيرا إلى أن زيارة جلالته لمالي توجت بإبرام 17 اتفاقية في القطاعين العام والخاص بين البلدين لتعزيز التنمية الاقتصادية والبشرية. وفي بداية هذا اللقاء أكد رئيس معهد الدبلوماسية الثقافية السيد مارك دونفريد، في تقديمه أن المغرب تمكن في خضم ما يعرف بالربيع العربي أن يحافظ على استقراره ، إضافة إلى تميزه بالانفتاح على الثقافات وبالحوار بين الأديان وبالتعدد الثقافي. عرف اللقاء حضور وزراء السياحة بجزيرة موريس وسيشيل وكرواتيا، وعدد من ممثلي السلك الدبلوماسي الأفريقي، خاصة سفراء مالي وغينيا بيساو وكوت ديفوار والغابون وعدد من الباحثين من بلدان مختلفة